كشف وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري، تفاصيل غير معلنة عن الدور المحوري الذي لعبته القاهرة قبل وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وما تلاها، وصولاً إلى ضمان انتقال سلس للسلطة الفلسطينية.
وقال الدويري إن حصار عرفات في رام الله كان بداية النهاية لحقبته السياسية، بعد قرار أميركي – إسرائيلي بإنهاء تلك المرحلة. وأوضح أن مصر أرسلت وفداً طبياً رفيع المستوى لعلاجه عند تدهور حالته، قبل نقله إلى باريس حيث وافته المنية، مؤكداً أن القاهرة أصرت على المشاركة الفاعلة في مراسم الجنازة بما يعكس عمق العلاقة مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن القيادة المصرية تحركت سريعاً بعد الوفاة، حيث استضافت محمود عباس وروحي فتوح وأحمد قريع في القاهرة للقاء الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بهدف تأمين انتقال السلطة بشكل سلمي. وأضاف أن مصر أوضحت بجلاء أن محمود عباس كان المرشح الأوفر حظاً، وأن رسالتها الأساسية تمثلت في التشديد على ضرورة الانتقال السلمي، مع تقديم دعم قوي للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
وأكد الدويري أن منظمة التحرير الفلسطينية نشأت بدعم مصري وأن القاهرة لا تزال تعتبرها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن أي فصيل يرغب في الانضمام إليها يجب أن يلتزم بشروطها واستحقاقاتها، مقابل حصوله على كامل حقوقه داخل الإطار الوطني.
وتحدث عن علاقة حماس بالسلطة قائلاً إن اعتراض الحركة لم يكن مرتبطاً بشخص محمود عباس وحده، بل برؤية مختلفة لطبيعة الحكم، مشيراً إلى أن التوترات بين فتح وحماس كانت موجودة حتى في عهد عرفات. ولفت إلى أن إسماعيل هنية كان يفكر بالترشح للرئاسة منذ انتخابات عام 1996، ما يؤكد أن فكرة المشاركة في السلطة كانت مطروحة لديهم منذ وقت مبكر.