نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريراً مطوّلاً سلّط الضوء على تزايد حالات الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي، ولا سيما بين جنود الاحتياط، في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عامين.
ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، فقد سجّل 17 حالة انتحار في صفوف الجنود عام 2023، لترتفع إلى 21 حالة في عام 2024، وهو أعلى رقم منذ عام 2011. أما منذ بداية عام 2025 وحتى اليوم، فقد أُحصيت 18 حالة انتحار، كان آخرها جندي أنهى حياته داخل قاعدة عسكرية شمالي إسرائيل قبل أيام، بينما شهد شهر تموز/يوليو الماضي وحده 7 حالات انتحار.
الخبير الإسرائيلي في الصحة النفسية البروفيسور يوسي ليفي بيلتس حذّر في حديثه للصحيفة من احتمال أن تواجه إسرائيل "موجة كبرى من حالات الانتحار"، مشيراً إلى أن "التجييش في زمن الحرب قد يخفف نسبياً من الأزمات النفسية، لكن مع انتهاء المعارك ستظهر التداعيات الحقيقية، خصوصاً لدى جنود الاحتياط".
صحيفة هآرتس بدورها كشفت أن هذه الظاهرة دفعت رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش، دادو بار كاليفا، إلى تشكيل لجنة لدرس مستوى الدعم النفسي والاجتماعي المقدّم للعسكريين المسرّحين وأفراد الاحتياط.
وبحسب المعطيات، هناك أكثر من 10 آلاف جندي يتلقون حالياً علاجات مختلفة مرتبطة بالأزمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة، لكن الجيش اعترف فقط بـ 3769 جندياً كمصابين رسمياً بهذا الاضطراب ويحصلون على علاج متخصص.
هذه الأزمة النفسية تأتي في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تراجعاً في الاستجابة لاستدعاء قوات الاحتياط، ونقصاً في المعدات، بالتوازي مع استمرار المواجهة في غزة وتصاعد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.