بعد سنوات من الخلافات والحملات الإعلامية المتبادلة والدعاوى القضائية بتهمة الاحتيال وإساءة الأمانة، وجد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع نفسه مضطرًا للرضوخ أمام شروط رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI بيار الضاهر، بعدما فقد الغطاء الإعلامي من شاشة MTV، المحطة الأولى التي كرّست حضور “القوات” ورسّخت نفوذها داخل المجتمع المسيحي، قبل أن تقابلها الأخيرة بالتعامل الفوقي وقلة التقدير.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، فقد فرض الضاهر شروطًا قاسية التزمت بها “القوات” مكرهة، أبرزها: التحكم الحصري بالنقل المباشر، حجب الإرسال عن معظم القنوات، تشفير الترددات، وعدم تسليم كلمة السر لفك التشفير للقنوات إلا قبل دقائق من إطلالة جعجع. كل ذلك وسط تغييب كامل لدائرته الإعلامية التي أبعدها الضاهر جانبًا، محصورًا التواصل مع فريق عمله مباشرة.
ولم تنجح كل الوساطات في تليين موقف الضاهر، حتى بعدما دخلت السيدة روز الشويري على خط الاتصالات. فالضاهر رفض المساومة، وأصر على أن يقتصر البث على شاشة LBCI وبعض القنوات التي يحددها بنفسه، وليس وفق رغبة جعجع.
في المحصلة، وجد جعجع نفسه أمام الحقيقة المرة: ما زرعه من خصومة مع الإعلام عاد ليحصده اليوم إذلالًا سياسيًا وإعلاميًا. فزعيم “القوات”، الذي اعتاد الخطاب العالي واللهجة الاستعلائية، انتهى به الأمر أسيرًا لشروط بيار الضاهر، بعدما فقد دعم الشاشات الأخرى وفي طليعتها MTV، التي لطالما وفّرت له منبرًا واسعًا للتأثير، قبل أن يخسرها نتيجة تعاطيه المتغطرس. إنها النتيجة الطبيعية لدائرة إعلامية قواتية غارقة في الغرور وقصيرة النظر، أوصلت رئيسها إلى موقع لا يُحسد عليه: يطل عبر الشاشة مضطرًا، لكن بقرار ليس بيده.
الـــمــــزيــــــــــد
