نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، للمرة الأولى منذ عقود، صورًا حديثة لمفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، التقطتها أقمار صناعية وبثتها وكالة "أسوشيتد برس"، لتكشف عن توسعات كبيرة في الموقع القريب من الحدود المصرية.
الصور التي أعادت صحف مثل "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" و"يسرائيل هيوم" نشرها بموافقة الرقابة العسكرية الإسرائيلية، أظهرت مبنى جديدا ضخما قيد الإنشاء، ما يثير تساؤلات حول تغيير في سياسة التعتيم النووي التي اتبعتها إسرائيل لعشرات السنوات.
خبراء تحدّثوا عن احتمال أن يكون المبنى مفاعلا جديدا يعمل بالماء الثقيل بديلا عن المفاعل القديم الذي تجاوز عمره ستة عقود، أو ربما منشأة لتجميع الأسلحة النووية. وتشير الصور الملتقطة في 5 تموز إلى جدران خرسانية سميكة وأرضيات تحت الأرض ورافعات، من دون ظهور القبة الواقية المعتادة في مثل هذه المنشآت.
ويرى بعض المحللين أن إسرائيل قد تهدف من البناء الجديد إلى الحفاظ على قدرتها في إنتاج البلوتونيوم والتريتيوم، المادتين الأساسيتين لصنع الأسلحة النووية، أو لتجديد مخزون التريتيوم الذي يتناقص تدريجيا بمعدل 5% سنويا.
ويأتي الكشف عن هذه الأعمال في وقت لا تزال فيه إسرائيل، التي لم تؤكد أو تنفِ امتلاكها سلاحا نوويا، خارج معاهدة حظر الانتشار النووي، ما يمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة نشاطات موقع ديمونا.
الخطوة أثارت توقعات بانتقادات دولية، خاصة في ضوء استهداف إسرائيل والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة منشآت نووية في إيران، فيما يستمر الجدل حول مستقبل الترسانة النووية الإسرائيلية وسياستها القائمة على الغموض والردع.