قال رجل الأعمال أحمد الحريري إنّ البيان الأخير حول حتمية حصر السلاح بيد الجيش اللبناني الوطني وحده كان بمثابة "صرخة ضمير ومسؤولية وطنية"، مشيراً إلى أنّه لمس بوضوح حجم التجاوب الإيجابي معه على المستويات كافة، داخلياً وإقليمياً ودولياً. وأضاف أنّ مراجع وطنية وسياسية وروحية عديدة تبنّت ثوابت هذا البيان، وأجمعت شرائح واسعة من اللبنانيين على أنّه يعبّر بصدق عن وجدانهم وآمالهم. ورأى أنّ هذا التأييد الشعبي العارم يؤكد أنّ اللبنانيين تعبوا من الحروب والدمار ويريدون دولة حقيقية، دولة سيادة وقانون وعدالة.
لكن، وفي مقابل هذه الموجة الكبيرة من التأييد، تابع الحريري قائلاً إنّ "أصواتاً مأزومة برزت، ضاق صدرها بحجم هذا التأثير، لأنها تقوم على أوهام قاتلة ونوايا مريضة". وأردف أنّ هؤلاء يريدون للبنان أن يبقى أسير التخلف السياسي والاقتصادي والمالي، وأن يظل رهينة المساومات والصفقات، غير آبهين بانهيار الدولة أو بسقوط مصداقية الوطن في أعين العالم.
وشدد قائلاً: "لن نسمح بعد اليوم أن يُختطف لبنان من قلة عاجزة عن رؤية المستقبل". وأوضح أنّه لا يمكن لأي طرف، مهما كان، أن يمنع الشعب من التقدم نحو بناء دولة عصرية، دولة مؤسسات، تحمي كرامة أبنائها وتضع حداً للفوضى والسلاح غير الشرعي. واعتبر أنّ الإصرار على الإبقاء على الوضع القائم "ليس سوى مشروع تدمير ممنهج، يجرّ البلد نحو عزلة أكبر وانهيار أعمق". وأضاف مؤكداً: "لن نساوم على ثوابتنا، وأنّ السلم الأهلي الذي التزمنا به ليس ضعفاً بل قوة، ولن يكون غطاءً لأي تسلّط أو فوضى".
كما لفت إلى أنّه "لن تكون هناك حرب أهلية جديدة، ولن يعود لبنان إلى الوراء"، مشدداً على أنّ مستقبل الوطن لن يُصادر بعد اليوم، "فشعبه قد دفع ما يكفي من أثمان، ولن يقبل بأن تبقى مصائره بيد فئة تسعى إلى تكريس نفوذها على حساب دماء اللبنانيين ومعاناتهم".
وأشار الحريري إلى أنّ "التغيير الجذري الذي اجتاح المنطقة وأسقط أنظمة بائدة، لن يسمح باستمرار هذا الوضع الشاذ في لبنان". وتابع أنّ زمن الاستقواء بالسلاح والفساد والارتهان للخارج "قد ولّى، ولن يكون في المستقبل أي موقع أو دور لمن تسبّب وما زال يتسبّب بانهيار البلد وتفككه". وأضاف أنّ "من لا يريد أن يكون جزءاً من مشروع بناء الدولة، لن يكون له مكان في مستقبلها".
وختم بالقول: "أيها اللبنانيون، إنّ مسيرتنا ثابتة. وبدعمكم، وبالتحالف مع كل الشرفاء في الداخل والخارج، سنعيد للبنان هيبته ودوره ومكانته، ولن نسمح أن يبقى أسير التخلف".