كلما مرّت الساعات على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لقيادات حركة حماس في الدوحة عاصمة قطر، يزداد القلق داخل المؤسسة الأمنية في تل أبيب من أنّ العملية لم تحقق أهدافها، وأن بعض القيادات ربما نجت من القصف الذي نفذه سلاح الجو بتوجيه من جهاز "الشاباك". ومع ذلك، يبقى الغموض مسيطراً، إذ لم يخرج حتى ساعة نشر التقرير أي تأكيد رسمي، ولا حتى من المصادر العربية الموثوقة، وفق ما أورده موقع mako الإسرائيلي.
وبحسب التحليل، فإن فشل العملية – إن صحّ – يمكن تفسيره عبر أربع فرضيات رئيسية:
أولاً: خطأ في المعلومات الاستخبارية.
رغم كفاءة "الشاباك"، لا يوجد استخبار مضمون بنسبة 100%. احتمال الخطأ يبقى وارداً، وإن كان ضعيفاً نسبياً.
ثانياً: طبيعة الضربة والمبنى المستهدف.
الصور أظهرت أن القصف ركّز على جزء محدد من المبنى. من المحتمل أن الاجتماع كان في طابق أو جناح آخر لم يُصَب، وهو ما قد يكون أنقذ القادة. سيناريو مشابه وقع خلال الانتفاضة الثانية عندما قصفت إسرائيل اجتماعاً لقيادات حماس لكنهم كانوا في طابق آخر ونجوا.
ثالثاً: احتمال التنسيق والتحذير.
الفرضية الأكثر إشكالية، وهي أنّ العملية جرت بتنسيق مسبق مع واشنطن، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ قطر، التي حذّرت بدورها قادة حماس فغادروا الموقع قبل الضربة.
رابعاً: الكشف والرصد المسبق.
حتى لو لم يكن هناك تنسيق رسمي، قد يكون الأميركيون رصدوا الطائرات الإسرائيلية وحددوا نواياها، ما سمح للدوحة عبر قنوات عملياتية بالحصول على المعلومة وتحذير المستهدفين.
حتى اللحظة، تبقى هذه السيناريوهات في إطار التكهنات، والجميع يحتفظ بأوراقه. لكن، كما خلص التقرير، فإنّ مرور الوقت في دولة منظمة مثل قطر، لا في بيئة فوضوية كغزة، يعزز الشكوك حول نجاح عملية "قمة النار" في تحقيق هدفها بالقضاء على قادة الصف الأول في حماس.