لا يزال الغموض يلفّ مصير بعض قادة حركة حماس الذين استهدفتهم الغارات الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء الماضي، فيما كشفت مصادر من الحركة لصحيفة الشرق الأوسط أنّ قياديين من المكتب السياسي أصيبوا أحدهما بحالة خطرة، ويتلقون العلاج في مستشفى خاص تحت حراسة مشددة.
ووفق المصادر، فإنّ عدم سقوط قتلى بين قيادات الصف الأول قد يعود إلى اعتماد إسرائيل على مواقع هواتف المرافقين بدلاً من هواتف القيادات أنفسهم، إذ جرت العادة أن يترك مسؤولو المكتب السياسي هواتفهم خارج الاجتماعات، ما يفسر ارتفاع عدد الوفيات بين المرافقين.
المصادر أوضحت أنّ اجتماعات المكتب السياسي لا تُعقد في مكان واحد بل تُنقل بين عدة مواقع، وأن المجمع المستهدف يضم مكاتب ومنازل لقيادات حماس وحراسهم، من بينها فيلا متوسطة الحجم تعود للقيادي البارز خليل الحية، وتعرضت لأشد القصف ضمن نحو أربع غارات متتالية.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين تقديرهم أنّ قادة حماس كانوا بالفعل داخل الفيلا وقت الاستهداف لكنهم لم يُقضَ عليهم، فيما فُتح نقاش حول صغر حجم الذخائر المستخدمة التي لم تُدمّر المبنى بالكامل. وأُشير إلى أنّ ذلك قد يكون عائداً إلى رغبة إسرائيل في تجنّب إصابة مدنيين قطريين قرب الموقع.
وفي سياق متصل، صعّد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لهجته، مطالباً بـ تقديم بنيامين نتنياهو إلى العدالة، معتبراً أنّ ما جرى "دمّر فرص التوصل إلى أي تسوية في ملف الأسرى".
الهجوم الذي استهدف الدوحة جاء بينما كان قادة كبار من حماس، بينهم خليل الحية، مجتمعين لمناقشة جهود الوساطة القطرية والمصرية والأميركية لوقف الحرب في غزة. وقد أكدت حماس لاحقاً أنّ "الهجوم فشل" في تصفية وفدها المفاوض، لكنها أقرت باستشهاد ستة أشخاص، بينهم نجل الحية ورئيس مكتبه.