رصاصة واحدة كانت كفيلة بإنهاء حياة الشاب والناشط السياسي تشارلي كيرك (31 عاماً)، أحد أبرز الأصوات الشبابية المحافظة في الولايات المتحدة، وحليف الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد أثار اغتياله، يوم الأربعاء، خلال فعالية لــ"ترنينغ بوينت يو إس إيه" التي أسسها في جامعة بولاية يوتا، صدمة واسعة واعتبرته الشرطة الأميركية جريمة قتل مُستهدفة.
عقب اغتياله، نعى الرئيس ترامب كيرك بكلمات مؤثرة على منصة "تروث سوشيال"، قائلاً: "رحل عنا تشارلي كيرك، الشخصية الرائعة، بل الأسطورية. لم يكن هناك أحد يفهم مشاعر الشباب في الولايات المتحدة كما كان يفعل تشارلي".
وأضاف أنّه "شخص رائع يتمتع بروح وطنية عالية، حقق إنجازاً كبيراً في بناء واحدة من أقوى منظمات الشباب في التاريخ".
وُلد كيرك في ضاحية بروسبكت هايتس قرب شيكاغو، لأسرة ميسورة حيث كان والده مهندساً معمارياً. التحق بكلية محلية لكنه ترك الدراسة مبكراً ليتفرغ للعمل السياسي. تزوج من شابة فازت سابقاً بلقب ملكة جمال أريزونا وأنجب منها طفلين. كان يُنظر إليه باعتباره رمزاً للحركة المحافظة الشابة، وفي الوقت نفسه شخصية مثيرة للجدل داخل المشهد السياسي الأميركي.
أسس كيرك منظمة "ترنينغ بوينت يو إس إيه" عام 2012، بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة. سعت المنظمة إلى استقطاب الطلاب ونشر مبادئ "المسؤولية المالية، الاقتصاد الحر، والحكومة المحدودة" في الجامعات الأميركية ذات التوجه الليبرالي.
توسعت المنظمة سريعاً لتصبح موجودة في أكثر من 850 جامعة، ولعبت دوراً محورياً في دعم ترامب والجمهوريين خلال انتخابات 2020، حيث ساهمت في تسجيل عشرات آلاف الناخبين الجدد، وكان لها دور أساسي في فوز ترامب في ولاية أريزونا.
تعززت علاقة كيرك بترامب بعد فوزه في الانتخابات، إذ حضر حفل التنصيب في واشنطن وأصبح مقرباً من الدائرة الضيقة في البيت الأبيض خلال ولايتيه. واعتبر ترامب أنّ "كيرك جسّد طموح الشباب الأميركي المحافظ، وأعطى زخماً كبيراً للحركة الجمهورية".
كان لكيرك تأثير قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تابع حسابه على منصة "إكس" أكثر من 5.3 مليون شخص. اشتهر بطرحه القضايا الخلافية مثل الهوية الجنسية، التغير المناخي، والقيم الدينية، ما جعل منه شخصية محبوبة في أوساط المحافظين ومهاجمة في الأوساط الليبرالية.
تُعتبر منظمة كيرك غير الربحية جزءاً أساسياً من إرثه السياسي، حيث ساعدت في بناء قاعدة شبابية جمهورية نشطة، وأسهمت في رسم مسار جديد للتيار المحافظ الأميركي، حتى وصفه البعض بأنه "صوت جيل ترامب".