وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، رسالة الجمعة من مدينة مشهد الإيرانية حيث يشارك في فعاليات دينية عقب ختام المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية الذي انعقد في طهران.
استهل الخطيب رسالته بالتأكيد على أن مرور 1500 عام على ولادة النبي محمد (ص) هو "حدث تاريخي عظيم لم يقتصر على الجزيرة العربية بل كان له أثر كوني"، مذكّرًا بأن أهل الكتاب من يهود ونصارى ومجوس كانوا يترقبون ظهوره استنادًا إلى نبوءات وعلامات سبقت ميلاده، مستشهدًا بقصة سلمان الفارسي وانتظاره للنبي الموعود.
وأشار إلى أن الرسالة المحمدية "أرّخت لمرحلة جديدة في حياة البشرية" بنقلها الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والعلم، وترسيخها قيم المساواة والعدالة، معتبرًا أن الإسلام "بنى نظامًا اجتماعيًا واقتصاديًا قائمًا على التوحيد والعدالة".
وانتقد الخطيب ما وصفه بـ"الازدواجية الراهنة" بين الإيمان النظري والسلوك العملي في المجتمعات الإسلامية، معتبرًا أن الاستسلام للعدو سببه اعتماد "موازين القوى المادية" بدل الثقة بالله، واصفًا البعض بأنهم "حوّلوا البلد سلعة للبيع وأضعفوا الدولة عبر تعزيز الطائفية".
وفي الشأن اللبناني، رأى أن المقاومة شكّلت "درعًا للبنان بعد أن حررت أرضه"، منتقدًا حملات التشكيك فيها، ومشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة، بما فيها "خديعة الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية" و"الاعتداء الإسرائيلي على قطر"، تؤكد "استحالة الركون إلى عهود العدو".
وختم الخطيب بالتأكيد على أن "إسرائيل تعلن صراحة هدفها ضم لبنان إلى مشروع إسرائيل الكبرى"، سائلاً: "هل بعد ذلك من عذر لحاملي لواء مطلبها في نزع سلاح المقاومة؟"، داعيًا إلى أن يكون خيار الحكومة اللبنانية "الدعوة إلى طاولة حوار برئاسة رئيس الجمهورية لوضع استراتيجية للأمن الوطني تحفظ السيادة وتعيد اللحمة الوطنية".
تأتي رسالة الشيخ علي الخطيب في وقت يشهد فيه لبنان سجالًا داخليًا محتدمًا حول مسألة حصر السلاح بيد الدولة، بعد إقرار الحكومة خطة بهذا الشأن. ويضع هذا الموقف في سياق إقليمي أشد تعقيدًا، وسط التصعيد الإسرائيلي في المنطقة من غزة إلى قطر، والضغوط الدولية المتزايدة على بيروت.