كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية تفاصيل جديدة عن الساعات القليلة السابقة للغارة الإسرائيلية على الدوحة، التي استهدفت مقر إقامة قادة حركة حماس الثلاثاء، بينما كانت تجري محادثات حساسة لوقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب التقرير، كان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد اجتمع مساء الإثنين مع كبير مفاوضي حماس خليل الحية، حيث انتهى اللقاء نحو التاسعة والنصف ليلًا. وبعد مغادرة الحية، استمر التواصل بين فريقي التفاوض القطري والإسرائيلي حتى ساعات الفجر، في انتظار رد من حماس على المقترح الأميركي.
لكن قبل انتهاء المهلة، قصفت إسرائيل مبنى سكنيًا في الدوحة بعد أن تأكدت استخباراتيًا من وجود قادة بارزين للحركة، في مقدمتهم الحية. وكشف التقرير أن إسرائيل كانت تخطط للضربة منذ أكثر من شهرين، رغم إدراكها لحساسية العاصمة القطرية التي تستضيف جهود الوساطة.
ووفق سي إن إن، حصلت الضربة على الموافقة النهائية ظهر الإثنين بعد أن أبلغ "الشاباك" بوجود مسؤولي حماس في الاجتماع. وفي اليوم التالي، انطلقت أكثر من عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية، بينها طرازات إف-35، إف-16، وإف-15، ونفذت الهجوم عند الساعة 3:46 عصرًا، موقعّةً عشر قذائف على المبنى المستهدف.
اللافت أن إسرائيل أبلغت واشنطن بالعملية في اللحظة الأخيرة عبر رئيس هيئة الأركان الأميركية دان كين، الذي نقل المعلومة إلى الرئيس دونالد ترامب، ثم إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ليصل الخبر إلى القطريين بعد أن وقعت الضربة بالفعل.
وعلى الرغم من انزعاج واشنطن من استهداف حليف أساسي لها، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع للتأكيد أن العملية كانت "مستقلة بالكامل"، في محاولة لإبعاد الولايات المتحدة عن المسؤولية، وهو ما جاء – بحسب التقرير – بطلب من إدارة ترامب نفسها.
تزامنت الغارة مع طرح الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا لوقف الحرب المستمرة في غزة منذ عامين تقريبًا. ورغم دور قطر المركزي في الوساطة، اختارت إسرائيل تنفيذ العملية، ما اعتبرته مصادر عربية "ضربة لجهود التسوية".
الغارة على الدوحة جاءت بعد سلسلة هجمات إقليمية نفذتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، من سوريا إلى اليمن، في إطار استراتيجية توسيع رقعة المواجهة مع حلفاء إيران وحركات المقاومة.
الـــمــــزيــــــــــد
