"ليبانون ديبايت"
شهدت السواحل اللبنانية تطورات دراماتيكية مرتبطة بالناقلة “Hawk III”، بعد أن أنهت عملية تفريغ حمولتها في معمل الجيّة لتوليد الكهرباء. وبقرار قضائي صادر عن المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، كان من المفترض أن تنتقل الناقلة إلى مرفأ الذوق، حيث صدرت إشارة رسمية بحجزها ومنعها من مغادرة لبنان، وذلك إثر ثبوت تزوير في مستندات المنشأ التي حوّلت الوجهة من روسيا إلى تركيا.
غير أن مسار الأحداث اتخذ منحى مختلفًا؛ فبدل أن تتوجّه الناقلة ظهرًا نحو الذوق كما كان مقررًا، ماطل القبطان حتى حلول الليل، ثم أطفأ نظام التتبع الآلي (AIS) وأوقف جميع أجهزة الملاحة، ليبدأ عملية هروب باتجاه المياه الإقليمية خارج السيطرة اللبنانية.
فورًا، قام الوكيل البحري للناقلة بإبلاغ مقدّم الإخبار المهندس فوزي مشلب، الذي تحرك بسرعة واتصل بالمديرية العامة للجمارك اللبنانية، كما نقل المعلومات مباشرة إلى مدير المخابرات في الجيش اللبناني. وبناءً على هذه المعطيات، أصدر مدير المخابرات أوامر عاجلة إلى كل من القوات البحرية وسلاح الطيران بمطاردة الناقلة ومنعها من الفرار.
توجهت قوة من بحرية الجيش لاعتراض الناقلة، إلا أنها لم تمتثل للأوامر، ما دفع الجيش إلى إطلاق نيران تحذيرية لم تجد نفعًا. عندها تدخّل سلاح الطيران، وبعد الحصول على إذن قضائي، أُعطي الضوء الأخضر لاستهداف غرفة القيادة مباشرة. وبالفعل، نفّذت إحدى طوافات الجيش عملية دقيقة، حيث أطلقت نيرانًا مباشرة على حجرة الملاحة، ما أدى إلى السيطرة الكاملة على الناقلة وإحباط محاولة فرارها.
وبذلك، أُسدل الستار على واحدة من أكثر العمليات البحرية حساسية في لبنان مؤخرًا، كاشفةً عن حجم التعقيدات المرتبطة بملف استيراد الفيول والتلاعب بمستندات المنشأ.