عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة اغتيال قادة حركة حماس في قطر يوم الثلاثاء الماضي، خاض مغامرة خطيرة ارتدت عليه بنتائج عكسية، بحسب ما أكده مراقبون.
فقد كان نتنياهو يأمل باغتيال كبار قادة حماس، لإعلان "النصر" على الحركة التي نفذت هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإجبارها على الاستسلام بعد نحو عامين من الحرب في قطاع غزة. إلا أن الضربة فشلت، ونجا القادة الذين كانوا مجتمعين في الدوحة لبحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ووفق وكالة أسوشييتد برس، فإن صورة نتنياهو التي تضررت أساساً عالمياً بسبب مشاهد الدمار والكارثة الإنسانية في غزة، تلقت "ضربة أخرى". فقد أثارت الغارة غضب قطر، الحليف المؤثر للولايات المتحدة والوسيط الرئيسي في الحرب، وواجهت انتقادات واسعة في العالم العربي، كما أدت إلى توتر مع البيت الأبيض، وأربكت جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، مهددة حياة نحو 20 أسيراً إسرائيلياً يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء في غزة.
ورغم الانتكاسة، لم يبد نتنياهو أي إشارة للتراجع أو وقف الحرب. وقال هاريل تشوريف، الخبير في الشؤون العربية بجامعة تل أبيب: "لو قُتلت القيادة العليا لحماس، لكان بإمكان نتنياهو إعلان النصر وتدمير الحركة، لكن هذا يبدو مستبعداً الآن، ما يصعّب سعيه للتوصل إلى اتفاق عبر ائتلافه المتشدد".
وأضاف أن إسرائيل "كانت قادرة منذ البداية على استهداف قادة حماس في الدوحة، لكنها تجنبت استعداء القطريين خلال المفاوضات"، معتبراً أن الهجوم الأخير "أبلغ العالم بتخلي إسرائيل عن القناة القطرية"، التي سبق أن ساعدت في التوسط لاتفاقي هدنة أُفرج خلالهما عن 148 رهينة، بينهم ثماني جثث، مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين.
وعلى الرغم من الدعم الأميركي التقليدي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "مستاء للغاية" من الغارة، وأبلغ القطريين أن مثل هذا الهجوم لن يتكرر، من دون أن يوضح ما إذا كان سيتخذ أي إجراء ضد إسرائيل أو يمارس ضغطاً على نتنياهو لوقف الحرب.
أما نتنياهو، فتمسك بخطابه المتشدد، مهدداً باتخاذ خطوات إضافية إذا واصلت الدوحة استضافة قادة حماس، قائلاً الخميس: "الرسالة إلى حماس واضحة: لا مكان لا نستطيع الوصول إليكم فيه".
الـــمــــزيــــــــــد
