عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان "الإمام الصادق والحوار"، تناول خلاله شخصية الإمام جعفر الصادق، قبل أن يجيب على أسئلة الحضور حول المستجدات في لبنان والمنطقة.
وأوضح فضل الله أنّ الإمام الصادق، كغيره من أئمة أهل البيت، عُرف بالعلم والحلم والعبادة وحسن الخلق وكثرة الصدقة والتواضع، لكنه تميّز بنشر علوم أهل البيت من خلال أحاديثه وتلامذته الوافدين إليه من مختلف الأقطار. وأشار إلى أنّ المذهب الجعفري ارتبط به، لكونه تصدّى للأفكار والتيارات التي هددت المجتمع الإسلامي آنذاك، من متصوفة وزنادقة وملاحدة، معتمدًا أسلوب الحوار والانفتاح، حتى لُقّب بـ"إمام الحوار".
وأضاف أنّنا اليوم أحوج ما نكون إلى اعتماد منهج الحوار في إيصال الأفكار والتعامل مع المختلفين، لأنه وإن لم يُزل الخلافات، فهو يساهم على الأقل في إزالة الصور المغلوطة وتبريد القلوب وتخفيف الهواجس، بما يتيح فرص التعايش بين المكوّنات الدينية والمذهبية والسياسية. وانتقد منطق الاستفزاز وتسجيل النقاط الذي بات يحكم واقعنا، مؤكّدًا أنّ مقولة "قوة لبنان في ضعفه" لن تحميه من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وأن على اللبنانيين الحفاظ على عناصر قوتهم وتوظيفها بشكل صحيح.
وشدد على أنّ المعركة مع إسرائيل لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تمتد إلى الساحات الثقافية والاقتصادية والإعلامية، حيث يملك لبنان والعالم العربي والإسلامي إمكانات كبيرة إذا توحّدت الجهود وتضافرت. وختم بدعوة الدول العربية والإسلامية إلى تشكيل جبهة موحّدة لمواجهة كل من يسعى لضرب أمنها والسيطرة على مقدراتها، مشيرًا إلى أنّها تملك من الطاقات ما يسمح لها بمواجهة أي عدو والانتصار عليه.