“ليبانون ديبايت”
يتصدّر رئيس مجلس النواب نبيه بري المشهد السياسي اللبناني باعتباره الشخصية المحورية الأولى، وحاجةً لا يمكن تجاوزها في ظلّ المرحلة الدقيقة التي يعيشها لبنان. وتشير مصادر سياسية مطّلعة إلى أنّ بري يمثّل الركيزة الأبرز لأي تسوية داخلية أو انفتاح خارجي، مع تعويل متزايد على خبرته الطويلة في تدوير الزوايا وإدارة التوازنات.
وتوضح المصادر أنّ بري يمتلك شبكة واسعة من العلاقات تتيح له التواصل مع مختلف القوى اللبنانية، بالتوازي مع قنوات مفتوحة مع عواصم عربية ودولية، ما يجعله الأكثر قدرة على لعب دور “المُيسِّر” في الملفات الحساسة، وفي مقدّمها ملف السلاح.
على المستوى العربي، تُظهر المعطيات أنّ الرياض وعواصم أخرى ترى في بري ضمانة أساسية للاستقرار، وتبدي تفاهماً كاملاً لدوره. وتشير المعلومات إلى أنّه تلقى وعوداً سعودية وخليجية بأن أي مسار لإعادة الإعمار سيمر عبره، مع تأكيد أنّ “الإعمار آتٍ”. وفي هذا السياق، تكشف مصادر متابعة عن علاقة متينة قوامها الاحترام المتبادل تجمعه بالأمير السعودي يزيد بن فرحان، حيث تُوصَف العلاقة بأنها أكثر من جيدة، وتقوم على تفاهم كامل في مقاربة الملفات اللبنانية والإقليمية.
في المقابل، تفيد أوساط عين التينة أنّ بري فوجئ بالخطاب المرتفع الذي اعتمده نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مؤخراً، وهو لهجة لم يعتد سماعها في الاجتماعات المغلقة التي يغلب عليها خطاب أكثر واقعية ومرونة.
وبذلك، يرسّخ بري موقعه كرقم صعب وركيزة أساسية في التوازنات الداخلية والرهانات الإقليمية والدولية، فيما تُجمع الأوساط كافة على أنّ أي تسوية مقبلة لن تمر إلا عبره.
الـــمــــزيــــــــــد
