وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن السيارة كان يقودها شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ما أدى إلى فقدانه السيطرة عليها وانقلابها. وأسفر الحادث عن إصابة جميع الركاب بجروح وكسور، ووصفت حالة أحدهم بالخطرة، حيث جرى نقلهم إلى مستشفى الضنية الحكومي لتلقي العلاج.
رحيل عثمان لم يكن مجرد حادث سير عابر. فبدلاً من أن يتعاطف المواطنون مع عائلته المفجوعة، انبرى البعض لتوجيه أصابع الاتهام إلى الأهل وإطلاق أحكام قاسية بحقهم، متهمين إياهم بالإهمال والسماح لابنهم بركوب سيارة يقودها قاصر.
إلا أنّ المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" تكشف جانباً آخر من القصة، يغيب عن هؤلاء المنتقدين. فالطفل عثمان هو وحيد والديه، اللذين عانيا لسنوات قبل أن يُرزقا به، وهو ثمرة تعب وانتظار طويل. والدته مصابة بمرض السرطان وتخضع لعلاجات متكررة في المستشفى، ووالده يرافقها في جلساتها. وبين مواعيد العلاج، كان عثمان يتنقل بين منزل جده ومنازل أصدقاء العائلة.
وفي يوم الحادث، وبينما كان الوالدان في المستشفى، خرج عثمان مع الشاب الذي كان يقود السيارة، ولم يكن قد تجاوز بدوره السادسة عشرة. لحظة قاسية تحوّلت إلى مأساة خطفت حياة طفل وأغرقت عائلته في حزن لا يوصف.
المؤلم أكثر، بحسب مقربين من العائلة، أن الهجوم الكلامي من بعض المواطنين زاد من جراح الوالدين. فالأم، التي تقاتل مرضها، بحاجة للدعوات والصلوات لا للأحكام القاسية، والأب، الذي كرّس حياته لرعاية ابنه، لم يتوانَ يوماً عن تأمين أدق تفاصيل حياته من طعام صحي إلى متابعة دراسته واحتياجاته اليومية.
وشدّدت المعلومات، على أن عثمان عاش في كنف أب وأم محبين لم يبخلا عليه بشيء، وكان بالنسبة لهما كل الحياة. رحيله شكّل صدمة موجعة، وترك فراغاً لا يُملأ في بيت طالما امتلأ بضحكاته وحضوره المفعم بالحياة.
هذا الحادث لم يخطف حياة طفل بريء فحسب، بل كشف أيضاً قسوة بعض النفوس. ما حدث قضاء وقدر، لا إهمال ولا تقصير، ولا أحد يمكن أن يحب الطفل أكثر من والديه. مأساة عثمان يجب أن تكون دعوة للتضامن مع عائلته، لا مناسبة لجلدها بأحكام جارحة. ففي النهاية، لا شيء أشد قسوة من أن يخسر الأهل فلذة كبدهم وهم على قيد الحياة.