المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الخميس 18 أيلول 2025 - 14:17 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

متاجر تبيع التعليم وتستغل اسم الكنيسة في المتن… وأولياء أمور يفضحون المستور!

متاجر تبيع التعليم وتستغل اسم الكنيسة في المتن… وأولياء أمور يفضحون المستور!

"ليبانون ديبايت" - حسن عجمي

في حين يواصل بطريرك السريان فعل الخير للسنة السادسة على التوالي ويعفي الطلاب من الأقساط، كموقفٍ واضح من رحمة الكنيسة والتزامًا بتعاليمها، تتحوّل بعض المدارس في منطقة المتن إلى مؤسسات تجارية بحتة، تبيع التعليم تحت أسماء القدّيسين والراهبات، وتُثقل كاهل الأهالي بأعباء لا تُحتمل.

الواقع بسيط ومرّ: التسجيل لا يبدأ إلا بعد دفع مبالغ كبيرة، والرحلات المدرسية تُسوّق كمنتجات باهظة، مع فرض رسوم إضافية على الأنشطة الترفيهية فوق القسط الأساسي. وفق شكاوى أولياء الأمور التي نقلها "ليبانون ديبايت"، فقد وصلت أسعار بعض الرحلات إلى 200 دولار، فيما تُفرض رسوم تصل إلى 50 دولارًا لمجرد زيارة السينما. كل هذا يؤكّد أنّ الهدف الأساسي لهذه المدارس هو الربح فقط، بينما تم تجاهل تعاليم الكنيسة والمبادئ الأخلاقية والتربوية، لتتحوّل المدارس من مؤسسات تعليمية روحية إلى شركات تجارية بغطاء ديني.


الأهالي اشتكوا أيضًا من غياب أي متابعة روحية أو توجيه ديني داخل هذه المدارس، رغم أنها تحمل أسماء قديسين ورهبان. أحد أولياء الأمور قال لـ"ليبانون ديبايت": "أين تعاليم الكنيسة؟ أولادنا لا يتلقون أي تنشئة روحية أو أخلاقية، بل يتعرضون للتنمّر داخل الصفوف من دون أي متابعة من الإدارة. لقد أصبحنا ندفع ثمن القسط، وثمن الرحلات، وثمن صمت الإدارة عن مشاكل أولادنا".


حتى داخل هذه المدارس، التي همّها الوحيد الربح، هناك مجموعة من التلاميذ الذين لا يعرفون شيئًا عن تعاليم الكنيسة، وهم الذين يتنمّرون على الطلاب المهذبين والمتفوقين. ورغم كل ذلك، تترك الإدارات هؤلاء الطلاب دون محاسبة أو توجيه، ولا يتواجد أي معالج نفسي لمساعدتهم أو الاستماع لهم، ما ينعكس سلبًا على الطالب الشاطر، فينتهي العام الدراسي بنفسيته مدّمرة. والأدهى أن الأهالي الذين اشتكوا اليوم كانوا قد رفعوا هذه الشكاوى منذ نهاية العام الماضي، لكن مع انطلاق العام الدراسي الحالي لاحظوا أنّ الأمور كما هي، بلا أي تغيير، وتعاليم الكنيسة ما تزال غائبة تمامًا.


هذه الصورة القاتمة تكشف أنّ المدارس، التي يُفترض أن تعلّم الرحمة والعدالة وحماية الضعفاء، باتت تزرع لدى التلامذة قيم الاستهلاك والتمييز. فبدلاً من مساندة العائلات المتعثرة، تسخّر بعض الإدارات كل وسيلة لزيادة الأرباح: أقساط غير مبررة، فعاليات مدفوعة، أدوات مدرسية بأسعار خيالية، وغياب كامل لأي دعم اجتماعي أو إعفاءات للفقراء.


النتيجة واضحة: أولياء أمور منهَكون مادياً، أطفال يتعلمون أن التعليم سلعة لا رسالة، ومجتمع يخسر مؤسسات كان من المفترض أن تُخرّج أجيالاً متوازنة أخلاقياً وروحياً.


أولياء الأمور الذين تحدّثوا إلى "ليبانون ديبايت" طالبوا وزارة التربية والجهات الرقابية بوضع حد لهذه المهزلة، ومساءلة الإدارات التي تستغل الغطاء الديني لأهداف ربحية. كما شدّدوا على أنّ المدرسة الكنسية يجب أن تعود إلى جذورها: تربية الضمير، حماية الضعفاء، وتنشئة الأولاد على القيم المسيحية، لا على ثقافة السوق.


إذا كانت هذه المدارس تحمل أسماء قديسين وراهبات، فلتكن جديرة بهذا الاسم. وإلا، فلتُسمَّ الأشياء بمسمّياتها الحقيقية: متاجر تبيع التعليم وتستغل اسم الكنيسة لتكديس الأرباح على حساب الأهالي والطلاب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة