ففي بعلبك – دوّار الجبلي، وتل عمارة – رياق، وساحة شتورا، إضافة إلى حلبا – عكار أمام مبنى المالية حيث أقفلوا المدخل الرئيسي، نفّذ المتقاعدون وقفات احتجاجية طالبوا خلالها بصرف مستحقاتهم وزيادة رواتبهم بما يتناسب مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار. كما قطعوا أوتوستراد طرابلس – بيروت عند محلة البالما – البحصاص، ما أدى إلى زحمة سير خانقة في المنطقة.
وقال أحد العسكريين المتقاعدين لـ"ليبانون ديبايت": "رواتبنا التقاعدية لم تعد تكفي لشراء الحاجات الأساسية. الحكومة تتجاهلنا بينما الأسعار ترتفع يومياً. نحن الذين خدمنا هذا الوطن لسنوات طويلة لا نطلب سوى الحد الأدنى من الكرامة المعيشية."
وأشار إلى أنّ الخطة الحكومية لمعالجة ملف الرواتب لا تلبّي الحد الأدنى من مطالبهم، بل تكرّس فجوة إضافية بينهم وبين فئات أخرى من المتقاعدين، وهو ما وصفوه بـ"الظلم الموصوف".
بيان وتحذير من التصعيد
في هذا السياق، أصدرت رابطة المحاربين القدامى وتجمّع حراك المتقاعدين بياناً ليلاً، أعلنوا فيه عن تحركات جديدة في قضاء طرابلس اليوم الجمعة بدءاً من الساعة السابعة صباحاً، معتذرين مسبقاً من أهالي طرابلس وضواحيها عمّا قد تسببه هذه الخطوات من إرباك.
وشدّد البيان على أنّ موازنة 2026 "استثنت المطالب الأساسية للعسكريين المتقاعدين وعائلات الشهداء والمعوقين"، داعياً المتقاعدين إلى المشاركة بكثافة للتعبير عن "الغضب من الحرمان الذي تمارسه الحكومة".
نحو مرحلة أكثر تصعيداً
مصادر متابعة للحراك حذّرت من أنّ التحركات مرشّحة للتصعيد في الأيام المقبلة، بعدما لوّح العسكريون بخطوات أشدّ، منها قطع الطرق بشكل شامل وشلّ الحركة في مناطق حيوية، إذا استمر تجاهل مطالبهم.
الواضح أنّ ملف العسكريين المتقاعدين لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل أو المماطلة. فالأزمة تتفاقم والتحركات تتصاعد يوماً بعد يوم، فيما الحكومة تواصل المراهنة على الوقت. لكن المؤكد، بحسب مشهد الشارع، أنّ المتقاعدين ماضون في خطواتهم حتى تحقيق مطالبهم، وأنّ الهدوء لن يعود قريباً.
الـــمــــزيــــــــــد
