تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث خلفت منذ فجر السبت 17 شهيداً جراء القصف المتواصل الذي دمّر مباني وأحياء كاملة. ومع تصاعد الهجمات، تتزايد المخاوف من تهجير دائم للسكان، في ظل استهداف مباشر للأبراج السكنية.
ففي 5 أيلول، دمّر الجيش الإسرائيلي برج مشتهى المؤلف من 16 طابقاً، والذي كان يضم أكثر من 50 عائلة، إضافة إلى مئات النازحين. وتحول البرج في لحظات إلى أنقاض، تاركاً سكانه في العراء. ومنذ ذلك التاريخ، دمّر الجيش نحو 20 برجاً سكنياً في مدينة غزة، مبرراً ذلك بأن حركة حماس تستخدمها لعمليات عسكرية، فيما يرى السكان ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنّ الهدف هو التهجير القسري، معتبرين ذلك شكلاً من أشكال التطهير العرقي.
السكان تحدثوا عن رعب كبير عاشوه لحظة إخلاء المباني، حيث أُجبروا على الهروب حفاة ومن دون حمل أي وثائق أو مقتنيات. شادي سلامة الريس، موظف مصرفي كان يسدد قرضاً عقارياً لشقته في البرج المدمر، قال إنه فقد منزله وحياته التي بناها خلال عقد من الزمن في لحظة واحدة.
ووفق بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، فإن ما يقرب من 80% من مباني غزة تضررت أو دُمّرت منذ بدء الحرب، أي نحو 247,195 مبنى، من بينها 213 مستشفى وأكثر من ألف مدرسة.
وتشير تقارير أممية إلى أن تدمير المساكن والبنية التحتية المدنية قد يرقى إلى جريمة حرب، فيما خلص تحقيق للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو ما وصفته تل أبيب بأنه استنتاج "منحاز ومشين".
الـــمــــزيــــــــــد
