بعد تحول في موقفها... بريطانيا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين

من المتوقع أن تعلن المملكة المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، بعدما غيّرت موقفها من هذا الملف في تموز الماضي.

وكتب محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة الغارديان، باتريك وينتور، مقالاً بعنوان "ما الذي يعنيه اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية"، قال فيه إن التحول البريطاني جاء مباشرة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستصدر إعلاناً مماثلاً خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاثنين المقبل.

وأشار وينتور إلى أن هذه الخطوة تحمل "دلالات سياسية وإنسانية عميقة"، وتأتي في إطار دعم حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مؤكداً أن الاعتراف البريطاني يرسل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لم يعد يقبل استمرار الاحتلال دون أفق سياسي.

وفيما رأت السلطة الفلسطينية أن القرار "خطوة نحو العدالة التاريخية"، انتقدته إسرائيل واعتبرته غير بنّاء، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن إعلان موقف رسمي مكتفية بتجديد دعمها لحل الدولتين عبر المفاوضات.

غير أن الكاتب أشار إلى انتقادات واسعة، أبرزها أن الاعتراف يُعد "مكافأة لحماس" على هجمات 7 تشرين الأول 2023، وأن حل الدولتين بات مجرد شعار قديم يعود إلى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.

في سياق مختلف، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً خلال زيارته الرسمية لبريطانيا بعد دعوته إلى استخدام الجيش لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر القنال الإنكليزي.

وقال ترامب إن الهجرة غير الشرعية "تدمّر الدول من الداخل"، مضيفاً: "أخبرت رئيس الوزراء أنني سأوقف ذلك، ولو باستدعاء الجيش أو أي وسيلة أخرى".

تباينت ردود الأفعال البريطانية، إذ وصف القائد السابق للبحرية الملكية آلان ويست الفكرة بأنها "منتهى الحماقة"، فيما رأى وزير في حكومة حزب العمال بيتر كايل أن البحرية يمكن أن تُستدعى إذا لزم الأمر.

لكن خبراء ومسؤولين آخرين حذروا من تحميل القوات المسلحة هذه المسؤولية، مشيرين إلى فشل تجارب سابقة كعملية Isotrope التي كلّفت ملايين الجنيهات دون نتائج ملموسة.

ويأتي ذلك وسط تزايد الضغوط على رئيس الوزراء كير ستارمر للسيطرة على أزمة الهجرة، بعد تجاوز عدد المهاجرين العابرين للقنال هذا العام 30 ألف شخص.

أما في صحيفة فايننشال تايمز، فتناول الكاتب إيفان كراستيف مقالاً بعنوان: "ما الذي قد يحدث إذا عاش بوتين وشي إلى الأبد؟"، أشار فيه إلى نقاش غير مألوف دار بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ حول الخلود وتقنيات إطالة العمر، خلال العرض العسكري في بكين مطلع أيلول الجاري.

واعتبر الكاتب أن هوس القادة بالخلود قد يكون أكثر تأثيراً في السياسة العالمية من التحولات الجيوسياسية التقليدية. فبينما ينشغل بوتين وشي بمصير الأمم وإمكانية حكم طويل الأمد، يبدو أن ترامب – على النقيض – مهتم بخلوده الشخصي فقط، في مقاربة تُظهر اختلافاً عميقاً في كيفية تعامل الزعماء مع مفهوم الزمن والسلطة.