في هذا الإطار، يرى الباحث في الشأن الإيراني د. خالد الحاج، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "من خلال المتابعة اليومية للمظاهرات في إيران، يبرز لبنان بوضوح في بعض الشعارات المرفوعة، ولا سيما الشعار الأبرز، "اتركوا لبنان وفكّروا فينا"، هذا الشعار يعكس شعور شريحة من الإيرانيين بأن لبنان بات عبئًا عليهم، والمقصود هنا عمليًا ليس لبنان كدولة أو شعب، بل حزب الله وبيئته ودوره الإقليمي".
ويشير الحاج إلى أن "إيران اليوم تعيش أزمة اقتصادية خانقة تُعدّ جوهر الاحتجاجات القائمة، فالشعب الإيراني يعاني من ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، وتراجع حاد في القدرة الشرائية، وضغط معيشي متزايد، وفي المقابل، يرى قسم من الإيرانيين أن أموالًا تُنفق خارج البلاد، خصوصًا في لبنان، في وقت يُفترض أن تُوجَّه لمعالجة أزماتهم الداخلية، من هنا، ينطلق هذا الغضب من قناعة بأن هذه الأموال حق للإيرانيين، ولا يجوز استنزافها خارج إيران".
ورغم ذلك، يعتبر الحاج أن "لا يزال من المبكر الحديث عن تأثير مباشر وفوري على لبنان، إذ إن أي انعكاس فعلي يبقى مرتبطًا بتطوّر مسار المظاهرات داخل إيران، فإذا بقيت التحركات ضمن الإطار الضاغط اقتصاديًا، فلن يتعدّى تأثيرها المستوى الخطابي، أمّا إذا تطوّرت نحو تهديد جدّي لبنية النظام، فسيكون لذلك بلا شك اختبار مباشر على الساحات المرتبطة به، وفي مقدّمها لبنان".
ويختم بالقول: "في الوقت نفسه، من الواضح أن الإيرانيين يشعرون بثقل الأزمة الاقتصادية عليهم، فيما يُدرك الجميع أن حزب الله ينتظر دعمًا ماليًا كبيرًا في ظل متطلبات الحرب وإعادة الإعمار، وهنا تكمن المعضلة الأساسية، فهذه الأموال لم تعد متوفرة كما في السابق، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا".