"ليبانون ديبايت"
رغم ما شكلته دعوة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى المملكة العربية السعودية من استدارة كبيرة في المشهد السياسي بإيعاز من الجمهورية الإيرانية، إلا أن على ما يبدو لم تتلقفها المملكة كما كان يشتهي مطلقها.
ففي معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن رسالة قاسم قد أتت بتوجيه إيراني بعد لقاء مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المسؤولين السعوديين في المملكة، لكن الموقف السعودي وفق المعلومات أيضاً لم يتغير، وبقي على حاله، مفضلاً التعاطي من دولة إلى دولة، وليس مع منظمات داخل أية دولة.
وبحسب المعلومات، فإن حزب الله قرأ جيداً نتائج الاجتماعات السعودية مع جهات حزبية ونيابية، وقد شكلت استدارة الكثير منهم باتجاه المملكة مفاجأة بالنسبة له، حيث رأى فيها ما قد يشكل اصطفافاً قوياً بوجهه في الانتخابات النيابية المقبلة، ومن هذا المنطلق حاول استباق الأمور بمحاولة لتبريد الأجواء مع المملكة، بما تشكله من ثقل في التأثير بالشارع السني المنضوي تحت عباءتها.
وحزب الله، الذي يتحسب لحرب إسرائيلية محتملة على لبنان، هو بالتالي ليس بوارد تعميق الانقسام الداخلي، فلجأ إلى مسار جديد في العلاقات بدأه بهذه الدعوة، لا سيما أن المخاوف في لبنان تتعاظم مع انقضاء كل يوم من أيام المهلة الممنوحة أميركياً للبنان، والتي تنتهي في نهاية العام الحالي، حيث تشير المعلومات إلى أن احتمال اندلاع الحرب بعد رأس السنة محتمل جداً، وتُربط في هذا الإطار بين ما حصل في إيران بعد انقضاء مدة الستين يوماً التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتبدأ الحرب في اليوم الـ61، ولذلك فإن نهاية العام هي التاريخ الفاصل للحرب وفق ترجيح المعلومات، في حال لم يقم لبنان بتنفيذ المطلوب منه أميركياً وإسرائيلياً.