في خطوة وُصفت بالمفاجئة لكنها محسوبة، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، لتنضم إلى دول أوروبية بارزة مثل فرنسا وإسبانيا والنرويج والسويد، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر "حل الدولتين" الذي ترعاه باريس والرياض في نيويورك.
القرار البريطاني حمل رمزية خاصة، إذ يأتي بعد أكثر من قرن على وعد بلفور، في رسالة سياسية واضحة لإسرائيل بأن تجاهل الحقوق الفلسطينية واستمرار الحرب في غزة لا يمكن أن يمر دون محاسبة، وأن حل الدولتين يبقى الطريق الوحيد إلى سلام مستدام.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الاعترافات بأنها تهديد وجودي، بينما يطالب وزراء من اليمين المتطرف بضم الضفة الغربية. في المقابل، يرى مراقبون أن الاعتراف البريطاني يعكس تحوّلاً سياسياً داخلياً في لندن، وضغطاً متنامياً من التيارات اليسارية والرأي العام الداعم للفلسطينيين.
بالتوازي، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني ونقص حاد في المياه والغذاء والخدمات الطبية، ما يجعل من الاعترافات الدولية عاملاً ضاغطاً لوقف الحرب وإحياء مسار التسوية.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تضع إسرائيل أمام اختبار صعب، إذ قد تؤدي إلى عزلة دولية متزايدة في حال استمرار التصعيد والتمسك برفض الدولة الفلسطينية.