قبل عام واحد فقط، لو حاول الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة نيويورك، لكان قد عرض نفسه لخطر الاعتقال، إذ كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، بسبب تزعمه جبهة النصرة التي أصبحت لاحقًا "هيئة تحرير الشام"، وارتباطاته بتنظيم القاعدة.
واليوم، الشرع في الولايات المتحدة، وتحديدًا في نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كأول رئيس سوري يزور أميركا منذ عام 1967.
وقد لفتت هذه الزيارة التاريخية انتباه مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، الذين تفاعلوا معها بشكل واسع.
فقد وصف مغرّدون رحلة الرئيس الشرع من السجن الأميركي في العراق إلى منصة الأمم المتحدة، وهو محاط بمواكبة رئاسية، بأنها "مفارقة كبيرة تستحق التأمل"، مشيرين إلى أنها لم تكن مجرد رحلة أو لعبة حظ.
وعلّق آخرون قائلين إن الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" كان مطلوبًا رسميًا للولايات المتحدة، ففي 16 أيار 2013 أُدرج اسمه على قوائم المطلوبين، وفي 10 أيار 2017 أعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو إدانته.
واليوم، في 21 أيلول 2025، يقف الشرع في واشنطن بصفته رئيسًا لسوريا.
وكتب أحد المعلقين: "الرئيس أحمد الشرع يصل إلى الولايات المتحدة الأميركية بعدما كانت هناك مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه".
وأضاف ناشطون أن الدرس الأبرز من قصة الشرع هو أن الإنجازات الكبيرة تحتاج إلى مغامرة وخوض المخاطر إذا كانت الطموحات عالية.
ورأى آخرون أن سوريا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، معتبرين أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى أميركا ليست مجرد رحلة دبلوماسية، بل هي رسالة أمل بأن أبواب المستقبل بدأت تفتح أمام السوريين بعد سنوات من القتل والتشريد.
كما أشاد مدونون باختيار الشرع الظهور في برنامج "60 دقيقة" الأميركي تزامنًا مع زيارته إلى نيويورك، معتبرين أن دهاء اختيار البرنامج الأكثر مشاهدة، وتوقيت عرض المقابلة مع الرئيس فيه، يعكس فنًا سياسيًا رفيعًا.
ففي الوقت الذي يتجول فيه الشرع في واشنطن، تُبث مقابلته في أميركا كصفعة للانفصاليين والفلول.