وفي تطور لافت، أعلنت كلّ من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة منذ سنوات، ومن المنتظر أن تحذو دول أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا، الحذو نفسه خلال قمة الأمم المتحدة المنعقدة هذا الأسبوع في نيويورك.
في هذا الإطار، رأى السفير اللبناني السابق وعضو المجلس التنفيذي السابق في منظمة اليونسكو، خليل كرم، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هذا الاعتراف يُعدّ تطورًا دبلوماسيًا مهمًا يعيد تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، ويعكس تحوّلًا تدريجيًا في المزاج الدولي، كما يحمل تداعيات مباشرة على مجمل ملفات المنطقة، وخصوصًا لبنان".
وتوقف كرم عند أبرز المحطات التاريخية في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، منها:
-قرار التقسيم 181 (عام 1947):الذي نصّ على إقامة دولتين، فلسطينية وإسرائيلية، وقد رفضه العرب آنذاك، معتبرًا أن ذلك كان خطأً استراتيجيًا، لأن القرار كان سيؤسس لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
-القرار 194 (عام 1948):الذي كفل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، أو حصولهم على تعويض عادل في حال تعذّر ذلك.
-مرحلة الانتداب البريطاني:التي شكّلت مرحلة حسّاسة، حيث تعرّضت بريطانيا لضغوط متناقضة بعد وعد بلفور، وسط تنامي العنف من قبل الجماعات الصهيونية التي سعت إلى فرض أمر واقع بالقوة.
وفي ما يخص الاعترافات الجديدة، لفت كرم إلى أن "الخطوة، وإن لم تُترجم ميدانيًا بعد، فإنها تشكّل إحراجًا دوليًا متزايدًا لإسرائيل وتكرّس عزلتها السياسية، رغم استمرار الدعم الأميركي الممنوح لها". وأضاف أن "إسرائيل تستند في مشروعها الاستيطاني على مبرّرات دينية وتاريخية ضمن ما يعرف بمشروع 'إسرائيل الكبرى'، لا سيما محاولاتها لضمّ الضفة الغربية بشكل نهائي".
وختم كرم مشدّدًا على أن "الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لا يقتصر على بعده الرمزي أو السياسي، بل يحمل أبعادًا عملية، خصوصًا في ما يتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تبقى القضية الفلسطينية عنصرًا أساسيًا في التوازنات الداخلية، وفي الحسابات الإقليمية الأوسع".
الـــمــــزيــــــــــد
