شهدت مدن إيطالية عدة اليوم الاثنين موجة احتجاجات واسعة مؤيدة للفلسطينيين، تحوّلت في بعضها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة، في إطار يوم وطني للتظاهر ضد إسرائيل.

ففي مدينة ميلانو، اندلعت أعمال شغب داخل محطة القطار المركزية حيث قام محتجون بإلقاء الحجارة والأدوات الصلبة باتجاه مداخل المحطة وتحطيم الزجاج، فيما ردّت الشرطة باستخدام الهراوات ومحاولات التفريق. بالتوازي، أغلق متظاهرون في روما وبولونيا الطريق السريع الرئيسي، ما أدّى إلى تعطيل الحركة. وفي مدينة البندقية، لجأت الشرطة إلى خراطيم المياه لتفريق المحتجين.

الاحتجاجات، التي دعت إليها نقابات عمالية رئيسية، ترافقت مع إعلان إضراب عام ليوم واحد شلّ المواصلات العامة في عشرات المدن. وشملت التحركات نحو 75 مدينة، أبرزها روما، ميلانو، جنوى، نابولي، باليرمو وتورينو. في ميناء جنوى، أغلق عمال الميناء المداخل البحرية أمام السفن، تعبيرًا عن رفضهم لـ"الهجوم الإسرائيلي على غزة". كما سُجّلت مواجهات في جامعة تورينو.

بحسب وسائل إعلام إيطالية، اعتقلت الشرطة أكثر من عشرة أشخاص في ميلانو، فيما أُصيب نحو 60 عنصرًا أمنيًا بجروح متفاوتة. رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أدانت بقوة ما حصل، ووصفت المتظاهرين بـ"الهمج" مؤكدة أنّ "أعمال العنف والتخريب لا علاقة لها بالتضامن، ولن تغيّر شيئًا في حياة سكان غزة، بل ستنعكس سلبًا على الإيطاليين أنفسهم".

في العاصمة روما، تظاهر عشرات الآلاف في محيط المحطة المركزية وكنيسة سانتا ماريا ماجوري، رافعين شعارات تطالب بـ"وقف الإبادة في غزة"، ومهاجمين حكومة ميلوني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أحد المشاركين قال لموقع "Ynet": "لا يمكن أن يستمر الوضع، يجب عزل إسرائيل كما عُزلت جنوب أفريقيا سابقًا".

متظاهر آخر شدد على أنّ "الاحتجاج ضد الحكومة الإسرائيلية، وليس ضد الإسرائيليين"، فيما أكدت مشاركة أخرى أنّ "التحرك لا يستهدف حق إسرائيل في الوجود، بل سياساتها التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
في المقابل، اتهمت ميلوني منظمي التحركات بالسعي إلى زعزعة الاستقرار، مؤكدة أن حكومتها "لن تتهاون مع التخريب تحت أي ذريعة".
بهذا، تحوّلت مدن إيطاليا الكبرى إلى ساحات صاخبة، حيث تداخلت الهتافات المؤيدة لغزة مع الغضب الشعبي من الحرب، لتكشف حجم الانقسام الداخلي بين الشارع الغاضب من جهة، وحكومة تصر على الوقوف إلى جانب إسرائيل من جهة أخرى.