تحدّث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، في حوار خاص مع قناة "الميادين"، عن الشهيد السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاده، موضحاً رؤية حزب الله تجاه الداخل اللبناني والمنطقة.
وقال رعد: "كانت اللحظة صادمة بشكل لا يوصف، وكنّا كمن يهبط اضطرارياً من الفضاء"، مشيراً إلى أنّ السؤال بشأن مصير السيد نصر الله بقي "من دون جواب لساعات"، قبل أن تتأكد الحقيقة المؤلمة. وأضاف، "مع استشهاده أُلقيت على عاتقنا مسؤوليات جسام، إذ كان يحمل همّ الأمة وقضيتها المركزية فلسطين، ومنذ اللحظة الأولى بدأنا التفكير بكيفية تحمّل هذه المسؤولية".
واستذكر رعد أحد خطابات السيد نصر الله الأخيرة حين خاطب الناس قائلاً: "إلى اللقاء"، معتبراً أنّه كان يودّع الأمة وهو يدرك أننا مقبلون على مواجهة شرسة مع عدو "يكشف عن كل توحشه وعدائيته".
وأوضح رعد أنّ الاحتلال الإسرائيلي أراد أن يكون استشهاد السيد نصر الله "نهاية لحزب الله وللمقاومة الإسلامية في لبنان"، مؤكداً أنّ الحزب كان مدركاً منذ "طوفان الأقصى" أنّ المواجهة ستكون قاسية، وأنّ انخراطه في دعم الشعب الفلسطيني في غزة كان "خياراً إنسانياً وأخلاقياً ووطنياً لا بد منه".
وأردف، "إسناد غزة كان أصوب القرارات التي اتخذها الحزب، لأنه انتصار للحرية والإنسانية والقضية الفلسطينية مهما كان الثمن". وشدد على أنّ "المقصرين والكسالى وحدهم من يُلامون على خذلان غزة"، مؤكداً أنّ الجرائم الإسرائيلية فاقت كل ما عُرف في التاريخ.
وفي ما يتعلق بمعركة "أولي البأس"، أشار رعد إلى أنّ الاحتلال ارتكب مجازر واستهدف قيادات، واعتبر أنّ الحزب انتهى، "لكن صلابة الموقف والتحشيد الشعبي والعسكري فاجأته"، لافتاً إلى أنّ الشبان توافدوا بكثرة إلى محاور القتال وفاءً للعهد مع السيد نصر الله.
وأكد رعد أنّ "التماسك داخل حزب الله كان سيد الموقف"، موضحاً أنّ الحزب تعرّض لضربة قاسية لكنه "تعافى منها سريعاً عبر ملء الشواغر وانتخاب أمين عام جديد خلال أيام"، وهو أمر "لا تقدر عليه حتى دول وجيوش".
كما تطرّق رعد إلى تحالفات الحزب في الداخل اللبناني، مشدداً على أنّها تقوم على المصلحة الوطنية الكبرى، الوضوح، والصدق في الالتزام، مؤكداً أنّ التحالف مع حركة أمل تحالف استراتيجي يفوق كل التحالفات الأخرى.
ورأى أنّ حضور حزب الله "قوي ولا يمكن لأحد أن يلغيه"، لافتاً إلى أنّ كل محاولات الاستقواء الإقليمي والدولي ضد الحزب "ستضيع سدى"، لأن الحزب يمتلك "العزم والإرادة نفسها التي كان يتمتع بها الشهيد السيد نصر الله".
وفي الشأن الإقليمي، أوضح رعد أنّه "لا جديد مع السعودية"، وأنّ الحزب يريد من الدول أن تتعامل مع اللبنانيين على قدم المساواة، بعيداً عن التدخلات. أما عن سوريا، فأكد أنّ موقف الحزب مرتبط بخيارات الشعب السوري وتحولات موقع سوريا تجاه فلسطين والصراع مع إسرائيل.
وختم رعد مؤكداً أنّ حزب الله "في خدمة تطلعات الجمهور الذي وصفه السيد نصر الله بأنه أطيب الناس وأكرم الناس وأشرف الناس"، قائلاً: "نفتدي أرواحنا لحفظ مصالح هذا الجمهور والدفاع عن حقوقه، كما أحب الناس السيد، سيحبون كل من يسير على نهجه ودربه".