في خطوة غير مسبوقة بتاريخ حفل ملكة جمال الكون، يشارك الموسيقي العالمي اللبناني عمر حرفوش في المهرجان الذي تستضيفه العاصمة التايلاندية بانكوك في 21 تشرين الثاني 2025. حرفوش أعلن عبر حسابه الرسمي على تطبيق إنستغرام أنّه سيقدّم مقطوعته الشهيرة "كونسرتو السلام" أمام 22 ألف متفرّج وأكثر من مليار مشاهد حول العالم، في لحظة يصفها كثيرون بأنّها إنجاز لبناني استثنائي.
مشاركة حرفوش لا تقتصر على العزف فقط، بل تتجاوز ذلك لتجمع بين بُعدين أساسيين. الأوّل هو البُعد الفني – الرسالي، حيث يواصل عبر معزوفته "كونسرتو السلام" إيصال رسالة إنسانية تدعو إلى المحبة والوحدة. هذه المقطوعة لم تعد مجرّد عمل موسيقي، بل تحوّلت إلى رمز عالمي جال مع حرفوش في عواصم مختلفة، ونال عبرها تكريمات من جمعيات ومنظمات ودول عدّة، وصولاً إلى إدراجها في مكتبة الفاتيكان التي تحتفظ بأهم وأشهر المعزوفات التاريخية.
أما البُعد الثاني، فهو الرمزية اللبنانية في أن يكون حرفوش عضواً في لجنة التحكيم الرسمية لاختيار ملكة جمال الكون، وهو موقع لم يسبق أن وصل إليه أي لبناني من قبل. هذه الخطوة تمنح لبنان مكانة خاصة في حدث عالمي، وتضع اسمه على منصّة يتابعها مئات الملايين حول العالم.
لكن، في مقابل هذا الحضور اللافت، يطرح الكثيرون أسئلة مشروعة: أين الدولة اللبنانية من هذا الإنجاز؟ هل قامت وزارات الثقافة أو السياحة بأي مبادرة لدعم حرفوش أو مرافقة هذا النجاح إعلامياً ودبلوماسياً؟ وهل سيُصار إلى تسليط الضوء رسمياً على هذا الإنجاز الذي يحمل اسم لبنان، أم سيبقى مجرّد نجاح فردي يُحسب لصاحبه وحده؟
الواقع أنّ ما يحققه عمر حرفوش اليوم ليس مجرد مشاركة شخصية، بل هو فرصة نادرة لتلميع صورة لبنان الثقافية والحضارية على الساحة الدولية. ففي وقت يعيش فيه البلد أزمات متلاحقة، يأتي حضور حرفوش ليذكّر بأنّ لبنان ما زال قادراً على الإبداع وتقديم رسائل السلام إلى العالم.
إنّه إنجاز لبناني صرف، يحمل في طياته رسالة فنية، إنسانية ووطنية، ويستحق أن يُصنّف كواحد من المحطات المشرقة في تاريخ الحضور الثقافي اللبناني في الخارج.
الـــمــــزيــــــــــد
