ويشدد الخبير العسكري العميد المتقاعد بسام ياسين في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن من أدوات المعركة مع إسرائيل هو تجريدها أمام المجتمع الدولي من صورتها الوهمية التي تحاول عكسها بأنها بلد ديمقراطي، لكنها في الحقيقة بلد قائم على الدم والإجرام، لا سيما بعد مجزرة بنت جبيل، وكل عمل يخدم هذا الهدف هو عمل إيجابي في المعركة، وهذه مسؤولية يجب أن يصعها لبنان برسم الدول الضامنة لاتفاق 27 تشرين الثاني، أي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
ويرى أنه يجب الضغط بكل الوسائل من محكمة العدل الدولية ومحكمة حقوق الإنسان، فيجب أن تجهد الخارجية اللبنانية والوزارة المعنية لإدانة إسرائيل، ولا تكتفي بالاعتذار الذي قدّم به العدو، فالاعتذار لن يعيد أرواح الشهداء، لا سيما الأطفال منهم، إلى الحياة.
ويعتبر أن مسألة ترويع اللبنانيين وتخويفهم التي تمارسها إسرائيل منذ وقف إطلاق النار لا يمكن أن تستمر، وبالتالي تحتاج إلى إجراءات على صعيد الدولة اللبنانية عبر الدبلوماسية، إضافة إلى إجراءات أخرى يجب أن تُعد لها العدة.
ويشدد أنه بالنتيجة الجيش هو المسؤول في الدفاع عن لبنان، فيجب أن يكون هناك حركة معينة من قبل الجيش توحي للإسرائيلي أن هذه المرة سنكون جديين في عملية الدفاع عن لبنان، فلا يمكن أن يقبل لبنان أن يبقى دم أبنائه مستباحًا بهذه الطريقة.
أما عما يمكن أن يقوله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم عن منبر الأمم المتحدة في رفع صور الضحايا وحث الأمم المتحدة على إصدار قرار بوقف العدوان عن لبنان، فيؤكد العميد ياسين أنه لو صوتت كل الأمم المتحدة فلن يدفع ذلك إسرائيل إلى التراجع عن عدوانها، فرغم العدد الكبير من الدول مثلاً التي تعترف اليوم بدولة فلسطين، فإن العدو يقول: "أنا من يحدد كيف ستكون فلسطين".
ويعتبر أن التصويت في الأمم المتحدة لزوم ما لا يلزم، فالمفتاح في الضغط على إسرائيل هو الولايات المتحدة الأميركية، عبر وقف المساعدات العسكرية، ويشدد هنا على دور اللوبيات العربية واللبنانية في الولايات المتحدة، التي يجب أن تعمل ليلاً نهارًا من أجل الضغط على إسرائيل لوقف مذابحها في لبنان وفلسطين.
ويشير إلى أساليب كثيرة لتحقيق هذه الغاية وأهمها الضغط على الكونغرس لوقف المساعدات العسكرية عن إسرائيل عبر سيناتورات قريبين من اللوبي العربي، الذي يجب عليه العمل بجدية وينهي مرحلة من التراخي والانقسام، فلماذا لا يكون هناك لوبي عربي ضاغط في الولايات المتحدة؟
كما أن هناك أساليب أخرى مثل التلويح بسحب الأموال العربية من البنوك الأميركية وعدم الاستثمار فيها، لأن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى إرباك كبير تحسب له الولايات المتحدة ألف حساب، ولكن هل من يجرؤ على هذه الخطوة؟ فلو تشكل هذا اللوبي لتمنى من تجييش اللوبيات الآسيوية والأفريقية وحتى دول أميركا الجنوبية لمساندة القضايا العربية والضغط معها على صناع القرار في الولايات المتحدة لوقف هذا الإجرام الإسرائيلي المتمادي.