المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 24 أيلول 2025 - 06:57 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

ثمانية نواب في معركة طاحنة مع ضابط

ثمانية نواب في معركة طاحنة مع ضابط

“ليبانون ديبايت”


في وقتٍ ينهار فيه لبنان اقتصادياً ومالياً، وتتداعى الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وكهرباء ومياه، ويغرق العسكريون في معاناة معيشية خانقة، فيما نصف الجنوب مدمّر والتهديدات الإسرائيلية تقضّ مضاجع اللبنانيين، وجد ثمانية نواب متّسعاً من وقتهم لتقديم سؤال إلى الحكومة حول تعيين العقيد سوزان الحاج مساعدة لرئيس وحدة الإدارة المركزية في قوى الأمن الداخلي.


النواب حليمة القعقور، بولا يعقوبيان، مارك ضو، ميشال الدويهي، وضاح الصادق، سينتيا زرازير، فراس حمدان، وإبراهيم منيمنة، قرّروا أن يجعلوا من هذا التعيين “قضيتهم الكبرى”، متجاهلين الانهيار الشامل الذي يفتك بلبنان. هذا الانشغال النيابي المريب لا يعكس سوى إفلاس سياسي وعجز عن مواجهة التحديات الوطنية الكبرى.


الأخطر أنّ هذه المجموعة النيابية أظهرت جهلاً فاضحاً بالقانون، إذ إنّ المحكمة العسكرية التي برّأت الفنان زياد عيتاني والتي يفاخرون بقراراتها، هي نفسها المحكمة التي برّأت العقيد سوزان الحاج وأكّدت بشكل قاطع أنّ لا إدانة لها. بل إنّ محكمة التمييز العسكرية، وهي أعلى سلطة قضائية عسكرية في لبنان، أصدرت قراراً مبرماً ببراءتها، ما ينسف كل المزاعم التضليلية. أما الحديث عن قرار تأديبي سابق فهو باطل شكلاً ومضموناً، إذ أنّ القرار مطعون به ومستأنف، ومع صدور أحكام جزائية مبرمة بالبراءة، ينتفي حكماً أي أثر قانوني للقرار الإداري، وفقاً للقاعدة الراسخة التي تجعل القرارات الجزائية أسمى من الإدارية.


وما يزيد الشكوك حول خلفيات هذا الهجوم، أنّه جاء لغايات ومآرب شخصية وانتخابية بحتة. والدليل أنّ هؤلاء النواب تجاهلوا ضباطاً آخرين وردت أسماؤهم في التشكيلات الأخيرة، بعضهم ملاحق أمام محاكم الجنايات، وأحدهم ضابط سنّي صدر بحقه قرار من المجلس التأديبي بطرده. فلماذا لم يوجّهوا أي سؤال إلى الحكومة بشأنه؟ الكيل بمكيالين يكشف النوايا ويؤكد أن الاستهداف مقصود.


ولن نذكر أي اسم حفاظاً على معنويات ضباط وأفراد قوى الأمن الداخلي، وعلى صورة مؤسسة ما زالت تقدّم الدم في مواجهة التحديات الأمنية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها رتباؤها وعناصرها.


وعليه، يتّضح أنّ الحملة على العقيد سوزان الحاج ليست سوى انعكاس لحقد سياسي وضيق أفق، فيما اللبنانيون ينتظرون من ممثليهم مواجهة الانهيار الاقتصادي والمالي والتصدي للتهديدات الإسرائيلية، بدل التلهي بمعارك عبثية هدفها الوحيد تصفية الحسابات وتشويه الخصوم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة