"ليبانون ديبايت"
في أكثر المراحل دقةً على مستوى المنطقة، تواجه الساحة المحلية مناخاً أميركياً، يضغط باتجاه تغيير المعادلات الداخلية والتركيز فقط على ملف "حصرية السلاح"، بالتوازي مع استمرار دعم واشنطن لإسرائيل التي تواصل سيناريو الحرب المفتوحة على لبنان، وتتمادى في هجماتها وتوغلها واحتلالها لنقاط استراتيجية في الجنوب.
ويتحدث مطلعون على كواليس الدبلوماسية الأميركية، عن مرحلةٍ من الضغط الأميركي المتزايد على لبنان، ويقولون في معرض الردّ على سؤال ل"ليبانون ديبايت"، حول دلالات ما أعلنه السفير توم برّاك أخيراً عن الحكومة و"حزب الله" والوضع في الجنوب، بأنه بمثابة الإيذان لإسرائيل بالضغط بقوة أيضاً عبر الواقع الأمني.
والعنوان الأميركي بحسب المطلعين، هو استكمال مسار "حصرية السلاح"، واستعادة هذا الملف إلى الواجهة بعدما كان الإحتقان قد تراجع بعد قرار مجلس الوزراء بما يتعلق بخطة الجيش لاستكمال انتشاره على كل الأراضي اللبنانية.
والأخطر في موقف السفير برّاك الأخير، هو ما يكشفه المطلعون عن تجميد الحراك الدبلوماسي المكوكي والتركيز فقط على الحراك الأمني، بدلالة استبعاد القيادات السياسية عن أي تحركات واجتماعات قامت بها الموفدة الأميركية مورغان إورتيغاس في زيارتيها المتتاليتين إلى لبنان خلال أيلول الجاري.
وفي ظل هذا الواقع، يركّز المطلعون على أولوية تدارك الفرصة السانحة من خلال الإهتمام الأميركي الحالي بالملف اللبناني، وعدم السير في الإتجاه المعاكس للرياح التي تهبّ على المنطقة، وذلك من خلال تضافر كل الجهود لدعم بسط سلطة الدولة على أراضيها وحصر السلاح بيد الشرعية، على أن تكون المؤسسات الدستورية الجهة الضامنة لأي فريق لبناني، لأن السلاح خارج إطار الدولة، لم يعد يشكل أي ضمانة، خصوصاً بوجه إسرائيل التي تلوّح بتوسيع نطاق اعتداءاتها وعملياتها العسكرية.