دخل الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة من التصعيد، بعد أن رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي–الصيني الرامي إلى تمديد اتفاق العام 2015 لستة أشهر إضافية، ليُفتح الباب أمام تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران ابتداءً من منتصف ليل السبت/الأحد بتوقيت غرينتش.
وفي هذا السياق، عبّر المرشد الإيراني علي خامنئي عن موقف متشدد عبر صفحته على منصة "إكس"، مؤكداً أن بلاده لن ترضخ للضغوط. وقال: "الطرف المقابل (في إشارة إلى الولايات المتحدة) يخل بالوعود في كل شيء، ويكذب في كل شيء، ويهدد عسكرياً بالخداع في كل وقت أو من دون وقت".
وأضاف أنه لا يمكن التفاوض مع واشنطن أو الوثوق بها في أي اتفاق، مشيراً إلى أن إيران واجهت منذ عقود ضغوطاً كبيرة لمنعها من تطوير برنامجها النووي في المجالات الطبية والزراعية والصناعية، لكنها "لم ولن تستسلم".
وأوضح خامنئي أن إصرار الولايات المتحدة على حرمان إيران من التخصيب النووي يعني "تحويل إنجاز وطني كبير بذلت البلاد لأجله جهوداً ضخمة إلى مجرد دخان".
وكان مجلس الأمن قد صوّت الجمعة على مشروع قرار لتمديد الاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" حتى 18 نيسان 2026، لكن تسعة من أصل 15 عضواً رفضوا المقترح، فيما أيّد أربعة وامتنع اثنان عن التصويت. وبذلك، فُعّلت "آلية الزناد" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصف إعادة فرض العقوبات بأنها "باطلة قانوناً ومتهورة سياسياً وتشوبها عيوب إجرائية"، مؤكداً أمام مجلس الأمن أن بلاده لن تعترف بشرعية هذه الإجراءات.
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فأعلن أن طهران لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي رغم عودة العقوبات، واصفاً الإجراءات الأممية بأنها "غير نزيهة وغير عادلة وغير قانونية".