اقليمي ودولي

عربي21
الأحد 28 أيلول 2025 - 09:36 عربي21
عربي21

المواقف الاوروبية متأرجحة... سكوتو: ايطاليا تدعم نتنياهو

المواقف الاوروبية متأرجحة... سكوتو: ايطاليا تدعم نتنياهو

انتقد النائب في البرلمان الإيطالي، أرتور سكوتو، مواقف الاتحاد الأوروبي إزاء الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها "متأرجحة وغير موحدة؛ ففي الواقع هناك مواقف متقدمة نوعاً ما، لكن هناك أيضاً مواقف متأخرة كثيراً".


وفي مقابلة خاصة مع عربي21، قال سكوتو إن حكومة بلاده لا تكتفي بالتأخر عن ركب بعض الدول الأوروبية التي اتخذت خطوات عملية لدعم فلسطين، بل ذهبت أبعد من ذلك عبر الاستمرار في تسليح إسرائيل ودعم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "رغم جرائمه البشعة"، مضيفاً: "الموقف الإيطالي، مقارنة بالمواقف الأوروبية والعالمية، متأخر جداً وليس على المستوى المأمول مطلقاً".


وأضاف: "لقد اختاروا للأسف طريق الجمود، في حين كان ينبغي أن يتخذوا موقفاً أكثر حزماً، لكنهم مارسوا ازدواجية معايير قد تترك أثراً عميقاً على مصداقية الغرب. ما نحتاجه هو المضي في طريق الاعتراف بدولة فلسطين، لأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال بوضوح: لا يمكن اعتبار الفلسطينيين شعباً فائضاً عن الحاجة".


وتابع: "للأسف لم تنضم الحكومة الإيطالية إلى دول مثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا التي اعترفت بفلسطين، كما أنها تبطئ فرض العقوبات ولا تعلن حظراً كاملاً على السلاح. ومع ذلك فإن المزاج الشعبي يسير في اتجاه آخر؛ فهناك ملايين الأشخاص ينزلون إلى الشوارع، ولا توجد مدرسة أو جامعة أو مصنع إلا وتُطرح فيه القضية الفلسطينية ويُعبَّأ الناس حولها. هناك جيل يعيد اكتشاف الالتزام السياسي من خلال دعم شعب بلا وطن وبلا سلطة".


وأشار سكوتو في الوقت ذاته إلى أن "جزءاً من النخب السياسية والاقتصادية يعتبر العلاقة مع إسرائيل استراتيجية وغير قابلة للتفاوض حتى في مواجهة فظائع غزة. غير أن تأثير هذا التوجّه يتضاءل يوماً بعد يوم أمام رأي عام غاضب ومستاء من هول المجازر في غزة".


أشاد سكوتو بالاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين قائلاً: "نحن ننظر إلى هذه الاعترافات بإيجابية كبيرة. إنها خطوة مهمة لأنها تعطي شرعية دولية لحقوق الفلسطينيين، لكنها وحدها غير كافية لوقف الحرب ما لم ترافقها ضغوط سياسية واقتصادية وعقوبات رادعة على إسرائيل".


وخلال الأيام الماضية، اعترفت 11 دولة بدولة فلسطين: بريطانيا، كندا، أستراليا، البرتغال، لوكسمبورغ، بلجيكا، أندورا، فرنسا، مالطا، موناكو، وسان مارينو، ليرتفع عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.


واستنكر سكوتو الاعتداءات الإسرائيلية على سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجهة إلى كسر الحصار عن غزة، قائلاً إنها تمثل "عملاً غير قانوني يجب مواجهته بوضوح". وأضاف: "ما يثير الاستغراب هو صمت المجتمع الدولي وعدم إدانته القوية لهجوم ينتهك قانون البحار وكافة الاتفاقيات الدولية".


وأكد أن قرار وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو إرسال فرقاطتين لحماية "أسطول الصمود العالمي" يُعد "خطوة إيجابية ومقدّرة"، رغم أنها متأخرة، موضحاً أنها ليست مرافقة عسكرية بل وسيلة إنقاذ ومساعدة في حال وقوع حوادث، كما تمثل وجوداً رادعاً.


ولفت سكوتو إلى أن إرسال سفن حربية لمساندة الأسطول "يشكل ضرورة ملحّة لضمان عمليات الإنقاذ وتأمين المشاركين"، مشيراً إلى أن إسبانيا بادرت بخطوة مشابهة وأن هناك انتظاراً لتحركات مماثلة من حكومات أخرى.


أشار سكوتو إلى أن "التحدي الحقيقي يكمن في الموقف السياسي للحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني"، متسائلاً: "هل ترى روما أن الحصار البحري على غزة قانوني؟"، مؤكداً أن القانون الدولي يعتبره غير شرعي.


وطالب سكوتو الحكومة الإيطالية والدول الغربية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية عبر الضغط المباشر على نتنياهو لفتح الممرات الإنسانية، مضيفاً أن المطلوب اليوم "إرادة سياسية حقيقية وقرارات جريئة"، لا مجرد مواقف ضبابية.


كما انتقد البرلماني الإيطالي تقاعس البرلمان عن دعم "أسطول الصمود"، مشيراً إلى أن المعارضة احتلت قاعة البرلمان مرتين لمطالبة الحكومة بالتحرك، فيما اكتفى النواب المشاركون في الأسطول بمحاولة تجسيد روح الدستور الإيطالي الرافض للحرب.


ونوّه إلى أن أي اعتداء جديد على "أسطول الصمود" سيُعد "عملاً خطيراً من أعمال القرصنة"، مذكّراً بأن الحكومة الإسبانية أعلنت أنها ستتعامل معه على هذا الأساس.


واعتبر سكوتو أن دور الاتحاد الأوروبي لا يزال "دون المستوى المطلوب"، مشدداً على أن المبادرات المدنية وحدها لا تكفي من دون دعم سياسي رسمي من بروكسل وحكومات الدول الأعضاء.


وكان "أسطول الصمود العالمي"، المؤلف من نحو 50 قارباً مدنياً محملاً بمساعدات إنسانية، قد تعرّض الأربعاء الماضي لهجوم بطائرات مسيرة محملة بقنابل صوتية ومواد مجهولة في البحر المتوسط. ولم يسفر الهجوم عن إصابات لكنه ألحق أضراراً ببعض القوارب، وحُمّلت إسرائيل المسؤولية.


وفي نهاية آب، انطلقت من ميناء برشلونة عشرات السفن محملة بمساعدات، تبعتها قافلة أخرى في 1 أيلول/سبتمبر من ميناء جنوى الإيطالي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة