شنّ الصحافي أفي أشكنازي في صحيفة معاريف 28 أيلول 2025 هجوماً لاذعاً على قرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زامير، واعتبر أن طريقة إدارة العمليات العسكرية في غزة تحولت إلى ما سمّاه بـ "قتال إيطالي" — نمط يقوم على البطء المفرط والحذر الذي لا يفضي إلى نتائج حاسمة.
في مقال حادّ اللهجة، رأى أشكنازي أن زمير ارتكب خطأً جسيمًا عندما سمح بتنفيذ عملية تضمنت إرسال ضباطٍ وجنود إلى غزة على متن شاحنات مجهزة بمكبّرات صوت تبث خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو خطاب نقل عنه الكاتب أنّه أُلقي أمام قاعة شبه فارغة. واعتبر الكاتب أن هذه الخطوة «عرضت حياة الجنود للخطر» وأنها تتماهى مع ممارسات لا تليق بقيادة جيش دولة.
وينتقل المقال إلى رسم صورة أوسع عن أزمة ثقة وتوتر بين المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي، ويعدد أشكنازي مظاهر هذا التوتر، منها: تدخل وزير الأمن يسراييل كاتس في تعيينات الضباط الكبار، محاولات نواب من حزب الليكود تعطيل شروط تقاعد الضباط ما يُضعف الاحتفاظ بالكفاءات، وضغوط متكررة على تمويل وتجهيز الجيش بالذخائر والمعدات.
ويختم أشكنازي بالتساؤل عن مسار الحرب: هل سيفرض الرئيس الأميركي ترامب اتفاقاً جديداً يقود إلى وقفٍ سريع للعمليات، أم سيستمر الجيش الإسرائيلي «يغرق في الرمال المتحركة داخل غزة» بفعل بطء التنفيذ والتداخل السياسي؟ ويصف الكاتب لقاء نتنياهو المرتقب غداً مع ترامب في نيويورك بأنه مصيري لِما قد يقرّر بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.
الكاتب يعتبر أن حادثة الشاحنات كانت "جرس إنذار" للمجتمع الإسرائيلي، وأن عليها أن تدفع إلى مراجعات استراتيجية داخل المؤسسة العسكرية وفي العلاقة بين الجيش والسياسة.