أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "ما زرعه شهيد الأمة السيد حسن نصرالله في قلوب شعبه من عزة وكرامة وعنفوان لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تنتزعه"، مشدداً على أن "شعبنا متمسك بمقاومته وخيارها الوطني وبكل حبة تراب من أرضه، وفاءً لهذا القائد العظيم ولوصيته ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين".
كلام فضل الله جاء خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي لشهداء بلدة عيترون الجنوبية، بحضور فعاليات وشخصيات سياسية ودينية وعائلات الشهداء وحشود من أبناء البلدة.
وأوضح أن "أهل الجنوب، كما في عيترون، يشكّلون نموذجاً للتمسك بالأرض وإعادة الحياة إلى الحقول والبيوت والحارات، رغم التهديد والحصار ومحاولات منع إعادة الإعمار"، مضيفاً: "نحن نعمّر اليوم بدماء شهدائنا وصمود أهلنا، ونصنع من هذه الأرض عنواناً للسيادة والكرامة الوطنية".
ولفت فضل الله إلى أن "هيبة الدولة لا تُبنى إلا حين تمنع العدو من قتل الأطفال والنساء في لبنان، وحين تحرر أرضها وتدافع عن شعبها"، معتبراً أن "هيبة الدولة لا تسقط عندما يعبّر الناس عن مشاعرهم بطريقة راقية وحضارية".
وانتقد "بعض المسؤولين الذين يتهجمون على الجيش والقوى الأمنية بحجة أنهم لم يصطدموا مع الناس"، متسائلاً: "هل هناك من يريد إدخال البلد في مشكلات وفتن جديدة؟ وهل هذا يصب في مصلحة الدولة والجيش؟".
وأشار فضل الله إلى أن "المقاومة قبلت بما التزمت به الحكومة اللبنانية لجهة وقف إطلاق النار على قاعدة وقف الاعتداءات والانسحاب الإسرائيلي، على أن تكون الحكومة المرجعية الرسمية في متابعة التنفيذ"، لكنه شدد على أن "العدو أخل بالاتفاق وواصل اعتداءاته ومجازره في بلدات الجنوب".
وأضاف: "اليوم المطلوب أن تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة لوقف الاعتداءات وفرض الانسحاب الإسرائيلي، فيما نحن مستمرون بواجباتنا ومسؤولياتنا ولن نتخلى عنها، إنما هذه المرحلة تفرض العمل من خلال الدولة وعبرها".
وفي ما يتعلق بإعادة الإعمار، قال فضل الله: "نطالب الحكومة بتنفيذ بيانها الوزاري وتحمل مسؤوليتها تجاه البيوت المهدمة، خصوصاً أن هناك قراراً سياسياً خارجياً يمنع أي عملية إعمار ويمارس الضغوط على الحكومة"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة أعلنت مؤخراً رفع المكافآت لمن يدلي بمعلومات عن مصادر تمويل حزب الله، في محاولة لعرقلة وصول المال إلى الناس".
وأكد أن "المقاومة ماضية بواجباتها والتزاماتها في الإيواء والترميم، وفاءً لدماء الشهداء ووصية السيد حسن نصرالله".
وفي الذكرى السنوية لشهداء بلدة الجميجمة، شدد فضل الله على أن "لبنان بلد للحريات ولن تستطيع أي سلطة الانقلاب على هذه الميزة"، مضيفاً أن "الشعب الواعي والحاضر في الساحات عصي على الانكسار، فيما السلطات تتبدل ويبقى الشعب".
وختم مؤكداً: "نحن حريصون على الاستقرار والعيش المشترك، لكن هناك من يصر على زج البلد في مشكلات يومية عبر التحريض والتضليل، ومع ذلك أثبت شعبنا أعلى درجات الوعي والتمسك بخياراته الوطنية".
كلمة فضل الله جاءت في أجواء جنوبية مشحونة بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية على بلدات عيترون وبنت جبيل أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، فيما يواصل حزب الله إقامة فعاليات تكريمية لشهدائه وسط مشاركة شعبية واسعة. وتطرح هذه المواقف في وقت يزداد النقاش حول مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ودور الحكومة اللبنانية في متابعة تنفيذ الاتفاق وحماية الحدود.