كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يشارك حاليًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كان قد خطّط لزيارة رسمية إلى الأرجنتين، لكنّ هذه الزيارة أُلغيت بطلب مباشر من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
ورغم أنّ ميلي يُعدّ من أبرز القادة الداعمين لـ"إسرائيل"، فضّل في هذه المرحلة تفادي استقبال نتنياهو خشية انعكاس الخطوة سلبًا على وضعه السياسي الداخلي، لا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي. وأكدت مصادر رسمية في بوينس آيرس أنّ القرار ليس استهدافًا لنتنياهو أو لـ"إسرائيل" تحديدًا، بل يندرج ضمن قيود عامة على استضافة الزعماء الأجانب في هذه المرحلة الحساسة.
الصحيفة أوضحت أنّ نتنياهو التقى ميلي بالفعل على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حيث شكره على "دعمه الثابت لإسرائيل واليهود"، وبحث معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
لكن المفاجأة جاءت من الداخل الأرجنتيني: الحائز على جائزة نوبل للسلام أدولفو بيريز إسكويفل (93 عامًا) وعدد من المحامين والمنظمات الحقوقية تقدّموا بدعوى قضائية تطالب باعتقال نتنياهو فور وصوله إلى البلاد، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينها القتل والاضطهاد واستخدام التجويع كسلاح.
إسكويفل، الذي نال الجائزة عام 1980 تكريمًا لنضاله ضد الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية، قال إنّ "20 ألف طفل فقدوا حياتهم نتيجة الهجمات الإسرائيلية"، مشدّدًا على أنّ الفلسطينيين في غزة "يُستهدفون عمدًا من قبل الجنود الإسرائيليين". وأكّد أنّ الأرجنتين تعترف بقرارات المحكمة الجنائية الدولية وهي ملزمة بتطبيقها.
وانتقد الرئيس ميلي قائلاً: "نتنياهو يريد زيارة الأرجنتين بدعوة من رئيسها، وإذا جاء فسنعبّر عن احتجاجنا بكل قوّة، ونأمل ألّا يأتي". يُذكر أنّ المحكمة الجنائية الدولية أصدرت عام 2024 مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين. ومع ذلك، كانت الحكومة الأرجنتينية قد أعلنت أنّها لن تلتزم بتنفيذ أوامر المحكمة.
الـــمــــزيــــــــــد
