وعلى هذا الأساس، لا تتوقّع أوساط مطّلعة على أجواء بعبدا احتمال زيارة رئيس الحكومة إلى قصر بعبدا اليوم، كما يُروَّج، فلا موعد حتى الساعة، إلا إذا أراد رئيس الحكومة التكتّم والقيام بزيارة مفاجئة.
وترى الأوساط أن الرئيس عون، الذي يأتي من خلفية عسكرية بعد أن قاد الجيش اللبناني لعدة سنوات، لديه مقاربة مختلفة لمعالجة موضوع سلاح حزب الله، لا سيّما أنه الأدرى بوضع المؤسسة العسكرية وقدراتها وحاجتها القصوى للعتاد والعديد، لا سيّما أن المهام المطلوبة من الجيش اليوم كبيرة جداً، إن لجهة الانتشار في الجنوب أو عند الحدود الشرقية، وصولاً إلى أمن المخيمات ومنع الإشكالات في الداخل، بسبب رفع مستوى الخطاب المتشنّج بين كافة القوى والأحزاب السياسية.
وفيما يفضّل الرئيس عون اعتماد الخطوات المتريّثة والحوار للوصول إلى توافق على حل هذا الموضوع، ترى الأوساط اندفاعة مستغرَبة من رئيس الحكومة، رغم علمه أن التسرّع من شأنه أن يضع الوضع الداخلي في عين العاصفة، وهو ما يعارضه الرئيس عون بشدّة، فلا يريد أن يُسجَّل في عهده فتنة داخلية لا تخدم سوى إسرائيل ومن لا يريد الخير للبنان.
وتحرص الأوساط على اعتبار اندفاعة سلام وإلحاحه على حل موضوع السلاح بسرعة، من منطلق خلفيته القضائية والقانونية، وعلى استرجاع منطق دولة القانون والمؤسسات، ولكن الهدف الأبعد هو تسجيل إنجاز ما في عهد حكومته التي لا يتعدى عمرها الافتراضي الـ9 أشهر على أبعد تقدير.
ولا تُخفي الأوساط أن الخلاف على مقاربة موضوع السلاح بين الرئاستين خلق جواً من التنافر بين الرجلين، إلا أن ذلك لا يعني حرباً خفية، بل وجود مقاربتين مختلفتين تلتقيان في النهاية على بناء الدولة، ولكنّ الحرص على عدم إثارة فتنة يبقى الخط الأحمر الذي لن تسمح الرئاسة الأولى بتجاوزه.