"ليبانون ديبايت"
قال الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إنّه تبلّغ من أحد أعضاء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية أنّ لبنان لن يكون بمنأى عن خطة غزة، موضحاً أنّ هذه الخطة ستنعكس إيجاباً على لبنان في حال جرى تطبيق قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح الصادر في الخامس من آب الماضي، وإلّا فسيجري الانتقال إلى الخطة "ب" التي أعلن عنها السيناتور الأميركي غراهام، والتي تعني عملياً اجتياحاً إسرائيلياً لجنوب الليطاني وربما أبعد من ذلك، أو استمرار إسرائيل في اعتداءاتها وقضم الأراضي والتدمير.
وأضاف العريضي: "من الطبيعي أن الحزب لا يملك القدرة على خوض هذه المواجهة في المرحلة الراهنة، على الرغم من خطابات نوابه وقادته وأمينه العام. لذلك قد تكون هناك طبخة ما، وحزب الله على بيّنة منها عبر الإيراني. وهذه فرصة ذهبية أمام لبنان لالتقاطها، لأن البلد لن ينهض طالما السلاح موجود".
وتابع: "لا مؤتمر للدول المانحة أو لإعادة الإعمار، بل مؤتمر مخصص لدعم الجيش اللبناني، وسيُعقد في المملكة العربية السعودية بتنسيق بين باريس والرياض، من دون تحديد موعده حتى الآن".
وفي سياق متصل، كشف العريضي أنّ هناك سعياً للملمة الوضع بين الرؤساء، مشيراً إلى أنّ الأمور ستشهد تطورات إيجابية في الساعات المقبلة، "لأن الخلاف الرئاسي يعيق كل شيء. وفي المقابل، فإن شخصيتي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إيجابيتان وعمليتان ونبيلتان، ويجب أن يستمر هذا التعاون لصالح البلد".
وشدّد العريضي على أنّ "هيبة الدولة لم تسقط، بل إنّ حزب الله أراد أن يوجّه رسالة لبيئته بأنه ما زال قوياً ومتماسكاً، لكن من شوارع بيروت وصخرة الروشة. وبعد هذه الرسالة المتعددة الأوجه، آن الأوان للعودة إلى العقلانية، لأن البلد لا يحتمل أي مواجهة في ظل غياب الدعم له، فيما الدعم موجّهاً أساساً إلى سوريا".
وعن الدعم لرئيس الحكومة، أشار العريضي إلى أنّ "مواقف نبيلة وحكيمة سُجّلت في الساعات الماضية، خصوصاً من نواب بيروت وفي طليعتهم النائب نبيل بدر، من أجل تحييد العاصمة عن أي منحى طائفي والحفاظ عليها، إضافة إلى موقف النائب الدكتور إيهاب مطر الذي أكد أنّ رئاسة الحكومة ليست "مكسر عصا"، وبالتالي يجب الحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها وفي مقدّمها الجيش".
ولفت العريضي إلى أنّ "الموقف اللافت كان لرجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور، الذي أعاد فتح فندقيه وقام بزيارة ناجحة إلى لبنان التقى خلالها رئيسي الجمهورية والحكومة والمرجعيات الروحية والأصدقاء. وقد أشاد الحبتور بخصال الرئيس نواف سلام من نزاهة وشجاعة ونظافة كفّ".
أما في موضوع الموازنة والإستحقاقات الدستورية، فاعتبر العريضي أنّ "الجميع لا يريد الانتخابات النيابية لأسباب وحسابات خاصة. لكن السؤال: هل يقبل رئيس الجمهورية في أول عهده أن لا تُجرى الانتخابات؟ فالمعطيات تشي بتساوي الفرص بين إجرائها أو تأجيلها، خصوصاً أنّ قانون الاغتراب قد يشكّل مادة تفجيرية. وهناك متابعة دولية لهذه المسألة".
وهنا لا بدّ من التنويه والإشادة بدور رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، الذي يقوم بدور كبير على صعيد أموال المودعين والموازنة من خلال خبرته وشفافيته.
وأضاف: "إذا حصل توافق دولي فقد يكون التمديد خياراً، وإلّا فالانتخابات ستجري في موعدها مع تغييرات محدودة في المشهد النيابي. إلا أنّ الأمور ما زالت ضبابية، وقد يحمل الأسبوعان المقبلان توضيحاً للصورة".
وفي موازاة ذلك، أثنى العريضي على أداء الحكومة "التي تقوم بما تستطيع في هذه المرحلة القصيرة"، مشيداً بشكل خاص بوزير الأشغال والنقل فايز رسامني "الذي حقق إنجازات هامة من المطار إلى المرافئ وتوسعة أوتوستراد جونيه، ويعمل على فتح مطار القليعات والتزفيت في المناطق كافة. لذلك يجب أن يبقى في موقعه حتى لو تغيّرت الحكومة، لأن نجاحه يمثل مصلحة عامة".
وختم العريضي بالإشارة إلى اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث كان الحديث ودياً. وأكد إنفانتينو، وهو صهر لبنان، صداقته مع رئيس الاتحاد اللبناني ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي المهندس هاشم حيدر، مشيداً بإنجازاته ودوره، وهو ما أثنى عليه أيضاً رئيس الجمهورية، مؤكداً دعمه للبنان في هذا المجال.