وتؤكد مصادر حركة حماس في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه تم تسليم المقترح إلى قيادة الحركة التي تقوم حاليًا بدراسة معمقة لهذا المقترح، وخلال 48 إلى 72 ساعة يمكن لحركة حماس الرد على المقترح.
وفي قراءة أولية له تعتبر المصادر أن هناك الكثير من الأفخاخ في هذا المقترح، ولكن الموضوع لا يتعلق بإيجابية المقاومة من عدمها، إنما معلق بالضمانات غير الموجودة إلى اليوم، فالكثير من البنود تحتاج إلى نقاش وحوار.
كما تلفت إلى أن هذه الورقة المقترحة من الجانب الإسرائيلي والأميركي تهدف لحشر المقاومة في الزاوية، ويتضح وفق ذلك أن الكثير من البنود تحتاج إلى تعديل وحوار، ولكن المقاومة سيكون ردها إيجابيًا كما سبق أن ردّت على المقترحات الأخرى، وستكون بالطبع على قدر المسؤولية في دراسة أي مقترح بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
وتتوقف عند هذا الإعلان الذي تصفه بـ"الخطوة السياسية على طريق فرض أهداف بواسطة أدوات سياسية تكمل الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني". فهذه ليست مشروع حلّ أو مقترح هدنة لأنها تفتقر إلى التفاصيل التي تتطلبها أية مبادرة كما كل المبادرات.
وتنبّه إلى أن تطبيق الاتفاق أصعب من الاتفاق نفسه، وإذا دُقّق في بعض تفاصيل الاتفاق يظهر الكثير من الأفخاخ، التي تنصب ليس للمقاومة فحسب بل للقضية الفلسطينية. ولم تأتِ الورقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا أي شيء من هذا القبيل، وهو تكرار لاتفاق أوسلو البائس الذي شكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني والقضية وجرّ الويلات على هذا الشعب الذي لا يزال حتى اللحظة يعاني من هذا الاتفاق.
كما تعارض الحركة موضوع نزع السلاح، لا سيما أن القطاع هو تحت الاحتلال وما دام هناك احتلال فهناك حتمًا مقاومة. وتسأل المصادر عن السلاح الذي يجب أن تسلمه المقاومة: هل هو طائرات إف‑35 أو دبابات ميركافا أو مسيرات هرمز؟ فما هي الأسلحة المطلوب تسليمها؟
وتذكر أن الإسرائيلي والأميركي يعيدان اليوم تكرار ما حصل في العراق عندما ادّعى الأميركي وجود أسلحة دمار شامل كحجة لاجتياح العراق، كما فعل كل من وزير الخارجية الأميركي كولن باول والبريطاني توني بلير. لذلك فإن التاريخ يعيد نفسه ولكن بأسوإ وجوهه؛ فالأخير هو من جرّ المصائب على الشعب العراقي — فكيف يحل القضية الفلسطينية؟ إنه يبحث لنفسه عن مكان سياسي في المنطقة.
ومن هذا المنطلق تكتشف حماس أن الأمور غير سوية. فصحيح أن الحركة تريد وقف إطلاق النار ووقف سفك دماء الشعب الفلسطيني، لكن يجب أن يكون هناك أفق سياسي للحل، للوصول إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس، حتى يشعر الجميع أن القضية بدأت تأخذ مجراها وتحقق أهداف المعركة.
ولكنها ترى أن العدو الإسرائيلي والأميركي حُشرا عالميًا، لا سيما بعد ما حصل في الأمم المتحدة، بما شكل ثورة في وجه نتنياهو مع خروج 80% من وفود الدول المشاركة. فجاءت المحاولة الأميركية لإيجاد طوق نجاة له من خلال هذه الاتفاقية لإنقاذ الأخير، لا سيما أن نتنياهو أصبح مأزومًا داخليًا.