اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأربعاء 01 تشرين الأول 2025 - 09:22 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بين ايران واسرائيل... الحرب المؤجلة تقترب من الانفجار

بين ايران واسرائيل... الحرب المؤجلة تقترب من الانفجار

تبدو المنطقة على أعتاب مواجهة كبرى بين إيران وإسرائيل، إذ تتزايد المؤشرات على أن “الحرب المؤجلة” تقترب من لحظة الانفجار. ففي حين تتحدث تقارير إسرائيلية عن تحضيرات ميدانية غير مسبوقة لجولة أكثر شراسة من المواجهة، تؤكد طهران أنها وصلت إلى قناعة بأن مسار التفاوض مع واشنطن وصل إلى طريق مسدود وأنها لن تقدّم تنازلات تحت أي ضغط، بما في ذلك تفعيل آلية "سناب باك".


أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن القوات المسلحة في حالة تأهّب قصوى لاحتمال اندلاع حرب، مؤكداً خلال لقائه قائد الحرس الثوري محمد باكبور أن تعزيز وتطوير المنظومات الدفاعية يسير بوتيرة متسارعة. وتزامنت هذه التصريحات مع موقف رافض من نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان لأي مفاوضات تمس القدرات الصاروخية الإيرانية، معتبراً أن واشنطن تسعى إلى تقييد قدرات الدفاع عبر فرض مدى أقصى للصواريخ لا يتجاوز 300 كيلومتر، بما لا يسمح لها بالوصول إلى إسرائيل.


صحيفة "إسرائيل هيوم" رسمت ملامح مواجهة قد تكون الأخطر في العقود الأخيرة، محذّرة من أنّ إيران تعزز قدراتها الدفاعية والصاروخية، فيما يضاعف الجمود النووي وعودة العقوبات من خطر التصعيد. وفي المقابل، تواجه إسرائيل احتمال تراجع الدعم الأميركي، ما قد يحوّل أي حرب إلى صراع استنزاف طويل ومكلف.


دبلوماسياً، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تبادل رسائل مع واشنطن، لكنه شدد على أن التفاوض وصل إلى طريق مسدود، معتبراً أن تفعيل الأوروبيين آلية "سناب باك" غير قانوني. وأوضح أن هذه الآلية وقرار مجلس الأمن 2231 سينتهيان في 18 تشرين الأول، ما سيدفع طهران إلى مواجهة قانونية بدعم من روسيا والصين. وفي السياق نفسه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مخاطر شن ضربات جديدة على إيران، مؤكداً أن التهديدات العسكرية منسقة مع إجراءات اقتصادية تهدف إلى "خنق" طهران.


التحليلات الإيرانية بدورها اعتبرت أن التحضيرات العسكرية غير مسبوقة، وأن الحرب قد تندلع في أي وقت. ورأى رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك" عماد أبشناس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى فتح جبهة مع إيران أو العراق للهروب من مشكلاته الداخلية في حال إنجاز صفقة غزة. واعتبر أن حجم الأسلحة الدفاعية التي دخلت إيران في الشهرين الماضيين غير مسبوق، مشيراً إلى أن الأميركيين أيضاً يستعدون للمواجهة، مستشهداً بانتقال طائرات وقود أميركية إلى قاعدة العديد في قطر برفقة مقاتلات.


أبشناس أشار إلى أن واشنطن أرسلت 1500 طن من الأسلحة إلى إسرائيل خلال جولات التفاوض السابقة، معتبراً أن ذلك دليل على أن الولايات المتحدة لم تكن تسعى إلى اتفاق بل إلى مواجهة. وأضاف أن طهران لم تعد تنتظر المفاوضات، بل تستعد لعمليات استباقية إذا شعرت بتهديد مباشر، واصفاً الوضع بأنه "حرب وجود" لا "حرب حدود".


وبحسب أبشناس، فإن الصين وروسيا وكوريا الشمالية قدمت دعماً عسكرياً كبيراً لإيران، بعضها دون مقابل مادي كامل، في إطار استراتيجية دولية تهدف إلى جعل أي مواجهة بين واشنطن وطهران "مستنقعاً" يصعب الخروج منه. وأوضح أن دخول الولايات المتحدة في مواجهة مع إيران سيقلب الموازين عالمياً، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، متوقعاً أن تستفيد الصين من هذا الوضع.


كما لفت إلى أن إسرائيل لم تعد الرقم الأهم في المعادلة، بل الولايات المتحدة، فيما تسعى القوى الكبرى الداعمة لطهران إلى ضمان أن تنجر واشنطن إلى مواجهة مكلفة. وفي حين تتلاقى التقارير الإسرائيلية والتحليلات الإيرانية والروسية عند خطورة التصعيد الراهن، تبقى مساحة ضيقة للمناورة السياسية وسط تحذيرات دولية من عواقب أي هجوم على إيران ومخاوف أميركية من حرب استنزاف جديدة.


المؤشرات الميدانية والسياسية، من تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية إلى تحركات الطائرات الأميركية في قطر وتبادل الرسائل المتأزم بين طهران وواشنطن، توحي بأن المنطقة تقف على حافة مواجهة قد تغيّر موازين الشرق الأوسط لعقود مقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة