المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الأربعاء 01 تشرين الأول 2025 - 11:48 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

في وقت "مريب"... توقعات "سوداوية" تهز لبنان: الحرب تقترب.. وهنا يكمن الخطر الحقيقي!

في وقت "مريب"... توقعات "سوداوية" تهز لبنان: الحرب تقترب.. وهنا يكمن الخطر الحقيقي!

"ليبانون ديبايت" - حسن عجمي

في بلد يرزح منذ العام 2019 تحت وطأة الانهيار المالي والاقتصادي، مروراً بجائحة كورونا، وصولاً إلى حرب أيلول الأخيرة التي استمرّت 66 يوماً وما زالت تداعياتها قائمة، يعيش اللبناني يومياً على وقع الخوف والقلق من أي طارئ جديد. وفي هذا المشهد المثقل، جاءت توقّعات العرّافة ليلى عبد اللطيف الأخيرة لتصبّ الزيت على النار، ناشرةً أجواءً من الرعب عبر شاشات التلفزة ومنصّات التواصل الاجتماعي.

دراما التوقعات: من الإنترنت إلى بعلبك


عبد اللطيف، التي تصف ما تقدّمه بأنه مجرّد "إلهام"، رسمت سيناريوهات سوداوية: انقطاع الإنترنت والواتساب "حتى إشعار آخر"، غارات إسرائيلية على الضاحية والجنوب والبقاع، وتحويل بعلبك إلى ساحة أحداث دامية. هذه العناوين تصدّرت مواقع التواصل، وتحوّلت إلى مادة متداولة وكأنها نبوءات مؤكدة.


اللبنانيون بين السخرية والذعر


التفاعل الشعبي تراوح بين السخرية والذعر. البعض كتب: "العمى شو بومة… ناقصنا تهويل وكذب، والله ما بقى نحمل"، فيما رأى آخرون أن "كل كلمة تحكيها بتزبط". وهكذا بقي المزاج العام منقسماً بين من يرفض هذه التوقعات بوصفها خرافات، وبين من يصدّقها أو يخشى تحققها.


المشكلة لا تكمن فقط في مضمون التوقعات، بل في توقيتها ووظيفتها. ففي وقت يشتد فيه النقاش حول "حصرية السلاح" وخطة الجيش، وتلوّح التصريحات الأميركية والإسرائيلية باحتمال مواجهة جديدة، تتحوّل هذه التنبؤات إلى وقود للذعر، بدل أن تبقى مجرّد "إلهام شخصي". والنتيجة: مجتمع أكثر هشاشة، حيث يُصاغ الخوف كترند يومي يلهب الرأي العام.


تاريخ من التوقعات غير المحققة


اللبنانيون لم ينسوا أن كثيراً من التوقعات السابقة لم تتحقق: صيفية "سياحية ذهبية" انتهت بأسوأ موسم، رئاسة جان عبيد التي لم تحصل، وعشرات الأمثلة الأخرى. ومع ذلك، تبقى إطلالات عبد اللطيف حدثاً إعلامياً يحظى بالمتابعة ويثير الجدل في كل مرة.


المسألة ليست شخصيّة ولا استهدافاً لليلى عبد اللطيف أو غيرها من أصحاب التوقعات، فالجميع يعلم أنّ ما تقدّمه ليس سياسة ولا تحليلاً أمنياً، بل رؤى شخصية مبنية على ما تصفه بـ"الإحساس والإلهام". وهنا يكمن الفرق الجوهري: العرّافة لا تُحاسَب على منطق أو أدلّة، بينما المحلّلون السياسيون والعسكريون يبنون قراءاتهم على وقائع ملموسة، تصريحات رسمية، وحسابات استراتيجية قد تصيب وقد تخطئ لكنها تستند دائماً إلى معطيات حقيقية.


الخطر الحقيقي: صناعة الذعر


الخطر الحقيقي يظهر حين تتحوّل هذه التوقّعات "الشخصية" إلى مادة رائجة تُتداوَل كأنها حقائق، فتزيد منسوب القلق عند شعبٍ يرزح أصلاً تحت أعباء الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي. اللبنانيون اليوم لا ينقصهم المزيد من الخوف المصطنع، بل يحتاجون إلى جرعة من الثقة والطمأنينة، أو على الأقل إلى خطاب عقلاني واقعي يساعدهم على مواجهة تحدياتهم.


ومن هنا، يصبح المطلوب أكثر من أي وقت مضى بناء حصانة معلوماتية تحمي المجتمع، لا جرّه إلى مزيد من الارتباك والتوهان. ولا تنسوا: "كذب المنجّمون ولو صدقوا."

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة