بحسب تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة نقاشًا واسعًا، خصوصًا بعدما بدت للوهلة الأولى وكأنها "الحلم الإسرائيلي": إطلاق سراح جميع المخطوفين في بداية الصفقة، بقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع حتى دخول قوات دولية، ونزع كامل لسلاح حماس. لكنّ السؤال الذي طرحه كثيرون هو: ما احتمالات أن توافق حماس على مثل هذه الشروط الصارمة؟
ووفق ما نقلته "معاريف" عن مصادر إسرائيلية رفيعة، فإن حماس لن توافق على أي اتفاق لا يتضمن جدولًا زمنيًا واضحًا لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة. كما أشارت هذه المصادر إلى صعوبة قبول الحركة بفكرة "الدفع نقدًا" عبر الإفراج الفوري عن الأسرى مقابل "الدفع بالدين" المتمثل في انسحاب قد يحدث لاحقًا.
أحد النواقص الجوهرية في الخطة هو غياب أي إشارة إلى حرية تحرك إسرائيل إذا رُصدت مخالفات. لم يرد فيها "نعم" ولا "لا"، ما يترك تساؤلات مفتوحة ويدفع حماس للتشكيك في مدى التزام الطرف الإسرائيلي بالاتفاق.
ورغم ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ جهة واحدة قد تملك القدرة على دفع حماس نحو القبول أكثر من أي وقت مضى، وهي قطر، حيث يقيم قادة الحركة الكبار. ففي الاجتماع الذي عقد مؤخرًا بين ترامب وزعماء عرب، وعدت الدوحة بأنها ستتمكن من إقناع حماس بقول "نعم" لصفقة تشمل إطلاق سراح جميع المخطوفين ونزع السلاح.
المكافأة على موافقة حماس قد تكون ضخمة، خاصة في "مرحلة ما بعد الحرب"، مع وعود بإعادة إعمار غزة، وهو ملف أبدت مصر رغبة قوية في توليه، إلى جانب ائتلاف واسع من الدول العربية والإسلامية الداعمة للخطة، من الإمارات وتركيا وقطر والسعودية وصولًا إلى إندونيسيا وباكستان. هذه الحقائق تضع حماس في مواجهة "1 ضد 100".
غير أنّ "معاريف" أوضحت أنّ البند 17 من الخطة قد يشجّع حماس على الرفض، إذ ينص على أنه "في حال رفضت حماس العرض، فسيستمر التنسيق والمساعدة في المناطق الخالية من الإرهاب، والتي ستُنقل من سيطرة الجيش الإسرائيلي إلى قوة دولية". عمليًا، هذا يعني نقل إدارة هذه المناطق إلى دول عربية، مع تدفق المساعدات ووجود دولي يقيّد حرية إسرائيل في العمل، ما قد يتيح لحماس استعادة قوتها تدريجيًا.
وختمت الصحيفة بالتذكير أنّ الوسطاء، وخصوصًا مصر وقطر، اعتقدوا أكثر من مرة خلال السنة الماضية أنّ حماس باتت قريبة من القبول، لكن تلك التقديرات تبيّن لاحقًا أنها خاطئة. واليوم، يعود العالم لانتظار الإجابة الحاسمة: هل ستقول حماس "نعم" أم "لا"؟