المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
الجمعة 03 تشرين الأول 2025 - 07:02 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

نواف سلام: لن أكون كبش فداء

نواف سلام: لن أكون كبش فداء

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني


مع احتدام الجدل حول مصير الانتخابات النيابية المقبلة، تظهرت بوضوح مواقف متقابلة بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تكشف حجم التجاذب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.


فقد شدّد رئيس الحكومة أمام زوّاره أنّه لن يقبل أن يُحمَّل شخصياً مسؤولية تعطيل أو تأجيل الانتخابات، مؤكداً استعداد حكومته لإجرائها في موعدها الدستوري. وأوضح أنّه طلب من وزير الداخلية احمد الحجار أن يعتمد خطاباً يومياً شفافاً تجاه الرأي العام حول التحضيرات الجارية، قائلاً: "نحن مستعدّون، ولا تراجع عن هذا الالتزام".


ومن خلال هذا الموقف، أراد سلام أن يوجّه رسالة مزدوجة، فاولا يريد حماية موقع رئاسة الحكومة من أي اتهام بالعرقلة، وثانياً التأكيد أنّ أي تعديل في القانون الانتخابي يبقى من صلاحيات البرلمان وحده، لا من اختصاص السلطة التنفيذية.


في المقابل، جاء موقف الرئيس نبيه بري حاسماً حين قال عبارته الشهيرة: "القانون مثل الإنجيل والقرآن، لن يُمسّ ولن يُعدّل". وهو ردّ مباشر من بري على اعتراضات القوات اللبنانية والتغييريين الذين يرفضون إجراء الانتخابات وفق القانون الحالي ويطالبون بتعديله.


كما يرى بري أنّ أي محاولة لفتح النقاش حول تعديل القانون ستؤدي حكماً إلى نسف الاستحقاق برمّته، وهو ما لا يرغب بتحمّل تبعاته. لذلك يسعى إلى الظهور كضامن وحامٍ للانتخابات، وفي الوقت نفسه كحافظ لتوازنات النظام القائم.


وبين موقف سلام الرافض لأن يكون "كبش فداء"، وتشديد بري على قدسية القانون الانتخابي، يبقى لبنان أمام استحقاق مفصلي محفوف بالتجاذبات، فرئيس الحكومة يضع الكرة في ملعب البرلمان، ورئيس المجلس يقطع الطريق على أي تعديل، فيما المواطن اللبناني يترقّب بحذر ما إذا كانت الانتخابات ستجرى كما هي، أم يتكرّر سيناريو التمديد الذي يطيح بما تبقّى من ديمقراطية شكلية؟


لكن وراء هذا المشهد تختبئ مصلحة شخصية فاضحة لغالبية القوى السياسية، وهي أنها تريد التمديد كي لا تخسر حجمها ووزنها في انتخابات غير مضمونة النتائج. ومن هنا، يصبح تعطيل الانتخابات خياراً ذهبياً، حتى لو جاء على حساب الدستور وثقة الناس بالعملية الديمقراطية.


أضاف إلى ذلك، إن في العملية الانتخابية تخضع لمعادلة إقليمية بامتياز، فالسعودية تريد كتلة سنية وازنة وإيران مرتاحة لبقاء الوضع كما هو اليوم، اما الغرب فيخشى فراغاً يزيد الانهيار. وهذا ما يحول الاستحقاق إلى ورقة مساومة إقليمية، واللبنانيون دائماً رهائن لعبة أمم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة