أفادت قناة "N12" العبرية أنّ عواصم أوروبية عدة شهدت مساء الخميس موجة احتجاجات واسعة مؤيدة لفلسطين ومعارضة لإسرائيل، وذلك عقب سيطرة قوات البحرية الإسرائيلية على "أسطول الحرية لغزة" واعتقال مئات الناشطين المشاركين فيه.
وبحسب التقرير، فقد خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع باريس، برشلونة، مدريد، ميلانو، أثينا ومدن أوروبية أخرى، حيث أشعلوا النيران، حطموا واجهات محلات، واندلعوا في مواجهات مع قوات الشرطة.

في مدريد، نُظمت مسيرة ضخمة رفع خلالها المحتجون الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد "الإبادة في غزة". وفي ساعات المساء، انتشرت مقاطع مصورة تُظهر الشرطة الإسبانية وهي تواجه المتظاهرين بقوة، مستخدمة إطلاق النار في الهواء والهراوات لتفريق التجمعات.
أما في برشلونة، فقد احتشد آلاف المتظاهرين في مرفأ المدينة احتجاجاً على توقيف الأسطول، فيما عمد آخرون إلى قطع طرق رئيسية، واندلعت مواجهات مع الشرطة انتهت بأعمال تخريب في بعض المتاجر.
وفي ميلانو، امتلأت ساحة الدومو المركزية بعشرات الآلاف من المحتجين الذين ساروا في مسيرة حاشدة، فيما شهدت العاصمة روما مسيرات مماثلة شارك فيها الآلاف قاموا بقطع الطرقات.
العاصمة اليونانية أثينا شهدت أيضاً مظاهرة ضخمة، حيث رفع المشاركون لافتات ضخمة ورددوا شعارات تدعو إلى "تحرير غزة وفلسطين". وفي بروكسل، نُظمت تظاهرة حاشدة أمام البرلمان الأوروبي شارك فيها الآلاف.

حتى في مانشستر البريطانية، التي شهدت قبل يوم واحد فقط هجوماً دامياً على كنيس يهودي أسفر عن مقتل اثنين من المصلين، خرج المئات إلى الشوارع في مظاهرات مؤيدة لفلسطين، مرددين هتافات تدعو إلى الحرية لغزة.
الاحتجاجات الأوروبية جاءت بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على ما يقارب 40 سفينة من "أسطول الحرية لغزة"، واعتقل 425 ناشطاً، فيما بقيت بعض القوارب الأخرى متوقفة بسبب أعطال تقنية. وأكدت السلطات الإسرائيلية أن معظم المعتقلين نُقلوا إلى داخل إسرائيل، حيث يجري التحضير لترحيلهم إلى بلدانهم.
الموجة الواسعة من التظاهرات تعكس حجم الغضب الشعبي في أوروبا تجاه إسرائيل، وتؤكد اتساع رقعة التضامن مع الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل استمرار الحصار المفروض على غزة والعمليات العسكرية التي تصفها الحركات المناصرة للفلسطينيين بأنها "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".