وعلى ضوء تأكيد الرئيس عون في كل إطلالاته أن الاستحقاق الانتخابي النيابي حاصل ومحسوم في توقيته الدستوري، بدأت ماكينات المتن الشمالي الانتخابية بالتحرّك. وقد انطلقت الافتتاحية في عشاء ضخم يقيمه النائب إبراهيم كنعان في “فندق الحبتور” ـ سن الفيل اليوم، حيث سيعلن لائحة مستقلة تضمّه إلى جانب نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، في مواجهة لائحة تحالف “التيار الوطني الحر” ـ النائب ميشال المر.
وبذلك، يكون المتن أمام 4 لوائح انتخابية في استحقاق 2026: لائحة “القوات اللبنانية”، لائحة “الكتائب”، لائحة “التيار الوطني ـ المر”، ولائحة “كنعان ـ بوصعب”.
وعُلم في هذا السياق أن حزب “الطاشناق” يسعى لإقامة تحالف انتخابي مع لائحة تؤمّن له الحاصل الانتخابي ليفوز بالمقعد الأرمني، وهو يتفاوض لهذه الغاية مع “القوات”.
أما بالنسبة لحزب الكتائب، فتشير المعلومات إلى أنه يسعى لاستقطاب المرشّح سركيس سركيس إلى لائحته لتأمين الفوز بثلاثة مقاعد نيابية.
وعلى ضفّة “القوات اللبنانية”، تتحدث المعلومات عن تحرّكات لترشيح شخصية أرثوذكسية، حيث إن الخيار حتى الآن محصور بين هاني وسمير صليبا، مع أفضلية للأخير.
في المقابل، يعمل النائب بو صعب على احتكار تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي وبالتالي أصوات القوميين في المتن، فيما يسعى النائب كنعان إلى تحشيد أكبر عدد ممكن من الأصوات المتنية، وقد أطلق معركته الانتخابية مبكرًا من خلال عشاء “الحبتور” اليوم.
وفي خضم هذا المشهد، تبدو المنافسة محتدمة بين هذه اللوائح المتنية، حيث تتركز المعركة الأشرس على المقعد الكاثوليكي بين النائب ملحم رياشي والنائب السابق إدي معلوف. وقد تسرّبت معلومات نقلها زوار الرئيس السابق ميشال عون، عن أنه سيخوض معركة معلوف “بكل ما أوتي من قوة”، وبدأ لقاءاته في الرابية مع المفاتيح الانتخابية القريبة منه لتأمين نجاح معلوف في الانتخابات المقبلة.
وبمعنى آخر، فإن هذه المعركة تختصر مواجهة جديدة بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من جهة، والرئيس عون ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من الجهة المقابلة.