اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
السبت 04 تشرين الأول 2025 - 19:45 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

اللغة الحذرة لحماس... تنازل تكتيكي أم مناورة سياسية؟

اللغة الحذرة لحماس... تنازل تكتيكي أم مناورة سياسية؟

أعلنت حركة حماس قبولها بجزء كبير من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوةٍ وصفت بأنها تحول سياسي بارز، إلا أن الانقسامات الداخلية داخل الحركة ما زالت تعيق التوافق الكامل حول بنود الخطة، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".


وقالت الصحيفة إن لغة البيان الذي أصدرته حماس كانت حذرة ومدروسة، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على حساسية الموقف الداخلي داخل الحركة، وعلى خلافات حادة بشأن نزع السلاح وإطلاق سراح الرهائن، وهما أبرز شرطين في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.


ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب يتوسطون بين واشنطن والحركة أن خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، وعدداً من القيادات السياسية المقيمة خارج غزة يدعمون القبول بالمقترح رغم التحفظات، لكن تأثيرهم على الجناح العسكري داخل القطاع محدود.


أما عز الدين الحداد، الذي تولى قيادة حماس في غزة بعد مقتل يحيى ومحمد السنوار على يد إسرائيل، فقد أبلغ الوسطاء بأنه منفتح على تسوية، مبدياً استعداداً للتخلي عن الصواريخ والأسلحة الهجومية، مع رغبةٍ في الاحتفاظ بأسلحة خفيفة "لأغراض دفاعية"، بحسب ما نقل الوسطاء.


في المقابل، يخشى قادة حماس الميدانيون من أن الموافقة على نزع السلاح قد تُفسَّر كـ"استسلام"، خصوصاً في ظل انضمام أعداد كبيرة من الشبان إلى صفوف الحركة بعد فقدانهم منازلهم أو ذويهم خلال الحرب، ما يجعلهم أقل ميلاً للتخلي عن السلاح.


وتُعد النقاط الأكثر إثارة للجدل في خطة ترامب هي نزع سلاح حماس وتسليم ترسانتها العسكرية، إضافة إلى الإفراج عن 48 رهينة إسرائيلية – أحياءً وأمواتاً – خلال 72 ساعة من الموافقة على الاتفاق.

في المقابل، يرى معارضو الخطة داخل الحركة أن المقترح "هدنة مؤقتة" لا أكثر، مع انعدام الثقة في النوايا الإسرائيلية.


وأشارت حماس في بيانها الصادر الجمعة إلى حاجتها لـ"مزيد من المفاوضات لمناقشة التفاصيل"، خصوصاً ما يتعلق بآلية الإفراج عن الرهائن، فيما تتحفظ إسرائيل على إنهاء القتال قبل حسم مسألة نزع السلاح.


من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستبدأ التحضير لعملية الإفراج عن الرهائن بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أن أي خطوة لاحقة ستتم وفقاً لشروط إسرائيل وواشنطن.


وأكد الجيش الإسرائيلي أنه انتقل إلى وضعية دفاعية داخل قطاع غزة، مع الاستعداد للإفراج عن الرهائن، مشدداً في الوقت نفسه على الرد السريع على أي تهديد محتمل.


ويرى مراقبون أن بيان حماس كان يهدف بالدرجة الأولى إلى كسب الوقت لتجاوز الانقسام بين جناحيها السياسي والعسكري، وهو انقسام قديم ازداد عمقاً منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.

كما حذّر الوسطاء من أن قبول الحركة بخطة ترامب قد يؤدي إلى انشقاقات داخل صفوفها، حيث هدد بعض المقاتلين بالانضمام إلى فصائل أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي أو جبهة التحرير الفلسطينية.


وتؤكد مصادر عربية أن قطر ومصر وتركيا مارست ضغوطاً مكثّفة على قيادة حماس، محذّرة من أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة لإنهاء الحرب، وأن رفض الخطة سيجعل من الصعب على هذه الدول الاستمرار في دعم الحركة سياسياً أو دبلوماسياً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة