تتواصل المباحثات غير المباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، بإشراف وسطاء مصريين وأميركيين وقطريين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مؤشرات على أن المحادثات ستستمر لعدة أيام بسبب تباين مواقف الجانبين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، الثلاثاء، أن الجلسة الأولى من المحادثات أسفرت عن وضع خارطة طريق أولية للمفاوضات الحالية، شملت بحث الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب تحديد الخطوط العريضة لعملية تبادل الأسرى.
وأوضحت الوكالة أنّ الوسطاء يسعون إلى تحديد إطار زمني واضح لتثبيت الهدنة على الأرض، في حين تركز حركة حماس على ضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه، بينما تتمسك إسرائيل بالإبقاء على قواتها في ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو خط الانسحاب الأولي المنصوص عليه في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إنّ المباحثات ستركّز في مرحلتها الأولى على إطلاق سراح الرهائن، على أن تُمنح حماس بضعة أيام لإتمام هذه المرحلة. وأضاف المصدر أنّ إسرائيل لن تتنازل عن الاحتفاظ بمنطقة عازلة داخل غزة إلا بعد استيفاء شروط محددة تتعلق بتطبيق التفاهمات الأمنية.
وأكد مسؤول فلسطيني مشارك في المفاوضات أنّ حماس عرضت موقفها بشأن إطلاق سراح الرهائن ومدى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، مشيراً إلى أنّ الحركة أعربت عن مخاوفها من عدم التزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وبانسحاب شامل من الأراضي الفلسطينية.
وأفاد مصدر آخر بأن المفاوضات الحالية قد تمتد إلى ما بعد المهلة البالغة 72 ساعة التي حدّدها ترامب لعودة جميع الرهائن، نظرًا لصعوبة انتشال بعض الجثامين من تحت أنقاض المباني المدمرة في القطاع.
ويضم الوفد الإسرائيلي مسؤولين من جهازي "الموساد" و"الشاباك"، إضافة إلى مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية أوفير فالك، والمنسق المعني بشؤون الرهائن جال هيرش، على أن ينضم كبير المفاوضين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى الاجتماعات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
أما وفد حركة حماس، فيرأسه خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة وكبير مفاوضيها، في أول زيارة له إلى مصر منذ نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
وأوفدت الولايات المتحدة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر للمشاركة في المحادثات. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الطرفين "يراجعان قوائم الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم".
وفي ما يُعد من أبرز النقاط الخلافية، قال مصدر في حماس لـ"رويترز" إنّ المطلب الإسرائيلي بنزع سلاح الحركة، الوارد في خطة ترامب، لا يمكن بحثه قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الـــمــــزيــــــــــد
