أكدت وزيرة المساواة ومكافحة التمييز الفرنسية أورورا بيرجي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يستقيل من منصبه رغم تصاعد الأزمة السياسية التي تعيشها فرنسا في أعقاب استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو.
وقالت بيرجي في مقابلة عبر قناة TF1 إن “الرئيس لا يجب أن يستقيل ولن يستقيل، فقد تم انتخابه وإعادة انتخابه بطريقة ديمقراطية، وهذا الموضوع ليس مطروحاً على جدول الأعمال”.
وجاءت تصريحاتها بعد إعلان لوكورنو، خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين، تقديم استقالته من منصبه، مشيرة إلى أنه سيواصل المشاورات النهائية مع القوى السياسية المختلفة لتشكيل حكومة جديدة بناءً على توجيهات الرئيس ماكرون.
وتعيش فرنسا أزمة سياسية غير مسبوقة منذ عقود، بعد أن أصبحت حكومة لوكورنو الأقصر عمراً في تاريخ الجمهورية الخامسة منذ عام 1958، إذ لم تصمد سوى أسابيع قليلة قبل انهيارها، ما زاد من حالة الارتباك داخل المشهد السياسي الفرنسي.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية الفرنسيين يؤيدون استقالة الرئيس ماكرون، غير أن الأخير كان قد أكد في نهاية آب الماضي أنه لا ينوي التنحي قبل انتهاء ولايته عام 2027، مؤكداً تمسكه بخياره في استكمال ولايته الدستورية.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد الضغوط على قصر الإليزيه، بعدما دعا حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الرئيس ماكرون إلى حلّ الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي وإخراج البلاد من مأزقها الحكومي الحالي.
ويرى مراقبون أن الأزمة الراهنة تعكس عمق الانقسام السياسي في فرنسا، وتطرح تساؤلات حول قدرة ماكرون على احتواء التوترات داخل معسكره وإعادة بناء توازن سياسي يضمن استقرار مؤسسات الحكم حتى نهاية ولايته.
الـــمــــزيــــــــــد
