اقليمي ودولي

العربية
الأربعاء 08 تشرين الأول 2025 - 19:34 العربية
العربية

غزة تنتظر القرار... وخريطة الانسحاب الاسرائيلي تُربك الاتفاق

غزة تنتظر القرار...  وخريطة الانسحاب الاسرائيلي تُربك الاتفاق

انطلقت اليوم الأربعاء في مدينة شرم الشيخ المصرية جولة موسّعة جديدة من المفاوضات حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط ضغوط دولية مكثّفة ومساعٍ عربية – أميركية لبلورة اتفاق يضع حدًّا نهائيًا للنزاع المستمر منذ عامين.


وضمّت الجلسة الافتتاحية مبعوثي الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب مدير المخابرات المصرية، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات التركية إبراهيم قالن، إضافةً إلى رئيس الوفد الإسرائيلي الوزير رون ديرمر.


كما انضمّ وفدان من حركتَي الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى وفد حركة حماس المشارك في الاجتماعات.


وقال مسؤول إسرائيلي في تصريحات خاصة لقناة "العربية": "نقترب بحذر من إنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق، ونسعى لتعديل خريطة الانسحاب ضمنها"، مضيفًا أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط بقوة، والموقف العربي هذه المرة له ثقل غير مسبوق".


وأفادت مصادر "العربية" و"الحدث" بأنّ عدداً من الملفات لا يزال عالقًا، أبرزها مطالبة حماس بالإفراج عن عناصر النخبة و6 قيادات فلسطينية، من بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ضمن صفقة تبادل الأسرى.


كما تطالب الحركة بـانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة لتسليم الأسرى والجثامين، وضمان عدم عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الحرب بعد إتمام الصفقة.


وتشمل القضايا العالقة أيضًا خرائط الانسحاب الإسرائيلي في المراحل المتتابعة من الاتفاق، حيث أشارت المصادر إلى أنّ تسليم جثامين المحتجزين سيستغرق وقتًا أطول من المهل المحددة في خطة ترامب، فيما تطالب حماس بالسماح بدخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع.


وقبل انطلاق الاجتماعات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ اليومين المقبلين سيكونان حاسمين بشأن إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة، معتبرًا أنّ هناك "فرصة حقيقية للتوصّل إلى اتفاق سلام شامل".


وأوضح ترامب أنّ المفاوضين الأميركيين يشاركون في المحادثات بشكل مباشر، كاشفًا عن وفد أميركي ثانٍ غادر واشنطن للانضمام إلى المفاوضات، مشيرًا إلى أنّ "جميع الدول وافقت على خطته".



وتنص خطة ترامب، التي أعلن عنها في 29 أيلول الماضي، على وقف فوري لإطلاق النار، وإفراج حماس عن جميع المحتجزين، ونزع سلاح الحركة، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، يتبعه تشكيل "مجلس سلام دولي" لإدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.


وكانت حماس قد وافقت مبدئيًا على الخطة، مؤكّدة استعدادها لـتسليم جميع المحتجزين الأحياء والأموات دفعة واحدة، مع التأكيد على وجوب توفير ضمانات دولية بإنهاء الحرب نهائيًا.


وقال كبير مفاوضي الحركة خليل الحيّة في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية... نحن جاهزون بإيجابية لإنهاء الحرب."


من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للخطة، معتبرًا أنّها "تحقق أهداف إسرائيل من الحرب"، وتعهد في خطابٍ ألقاه مساء الثلاثاء "بتحرير جميع المحتجزين"، تزامنًا مع إحياء الذكرى الثانية لهجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023.


بدوره، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنّ الهدف من المفاوضات هو تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق عبر تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وتوصيل المساعدات وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنّ ذلك يتطلب إعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدًا للتطبيق الميداني.


ميدانيًا، أفادت مصادر طبية بمقتل 12 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في أحياء الصبرة وتل الهوى جنوب مدينة غزة، إضافة إلى قصف مكثّف طال حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ غرب المدينة.


وبحسب تقارير أممية، تسببت الحرب في دمار واسع وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط تحذيرات من مجاعة في شمال القطاع، فيما اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.


ووفق الإحصاءات، فقد قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، فيما أسفر هجوم حماس الأولي عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل وخطف 251 آخرين، لا يزال 47 منهم محتجزين حتى اليوم، بينهم 25 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة