"ليبانون ديبايت"
ظهرت محامية المتهم فضل شاكر أمام اللبنانيين وكأنها تخاطبهم بحكم البراءة، متجاهلةً ما رآه الناس بأعينهم وسمعوه بأصواتهم من تصريحات فضل شاكر نفسه، التي تثبت مشاركته في المعارك ضد الجيش اللبناني.
لا يمكن لأي فنان، مهما كانت شعبيته، أن يُبرّأ لمجرد أنه "محبوب الجماهير"، فالقضاء لا يحكم بالعاطفة، بل بالعدل، والعدل لا يُشترى ولا يُموَّل.
كيف يمكن تبرئة متهمٍ لا يزال أهالي شهداء الجيش اللبناني يعيشون على ألم فقدان أبنائهم الأبطال؟ كيف يُمكن إقناع اللبنانيين بأن ما شاهدوه وسمعوه كان مجرّد وهم؟ وأن علاقة شاكر مع الشيخ أحمد الأسير وجماعته كانت علاقة عابرة خالية من العنف والتحريض والارهاب؟
على فضل شاكر ومن حوله أن يدركوا أن الحملات على القضاء لن تُغيّر من الحقيقة شيئًا، وأن اللعب على مشاعر الناس لا يُبدّل في الوقائع الواضحة التي عاينها اللبنانيون منذ أكثر من عقد. واللافت أنّ محامية شاكر باتت تُغدق المديح على "العهد الجديد" ورئيسه، متناسيةً أنّ هذا العهد وُلد من رحم المؤسسة العسكرية، تلك المؤسسة التي وقف شاكر يومًا في وجهها وسقط منها شهداء بسبب مواقفه ودعمه، المباشر وغير المباشر، للمجموعات المسلحة.
نعم، اللبنانيون متأملون بعهدٍ جديدٍ لا سقف فيه فوق رأس أي فاسد أو مرتكب أو مجرم، وبقضاءٍ يأخذ مجراه دون تدخّل أو تسويات. أما الحديث عن عقود حفلاتٍ وعروضٍ فنيةٍ وقّعها شاكر في دولٍ عربية، فهو إشارة إضافية إلى أنّ الرجل يعوّل على تسوية أو وعدٍ سياسي ما، لا على العدالة.
لكن الحقيقة تبقى أنّ فضل شاكر لم يُسلّم نفسه ليُحاكم، بل ليسعى إلى تبرئة اسمه، وشتّان بين المحاكمة والبراءة.