يترقب العالم الإعلان اليوم (الجمعة) عن الفائز بجائزة نوبل للسلام، في حدث تحيط به حالة من الترقب الشديد لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون "العريس المنتظر" للجائزة، كما يصفه أنصاره.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا مرارًا إلى منح ترامب الجائزة تقديرًا لدوره، إلا أن معظم التقديرات وسوق المراهنات تشير إلى أن فرصه ضئيلة، وأن الجائزة ستذهب على الأرجح إلى مرشحين آخرين.
منذ انطلاق ولايته الثانية في كانون الثاني الماضي، جعل ترامب من السعي وراء جائزة نوبل هاجسًا شخصيًا، وهو حلم يطارده منذ سنوات طويلة. وقد بلغ عدد المرشحين هذا العام 338، بينهم 244 فردًا و94 منظمة، مقارنة بـ286 مرشحًا العام الماضي.
بحسب التوقعات، يبرز اسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كأحد أبرز المرشحين، إلى جانب يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي يعتقد أنه قُتل مسمومًا في السجن الروسي. كذلك، تُطرح أسماء منظمات إنسانية مثل "أطباء بلا حدود" وغرف الطوارئ في السودان، إضافة إلى احتمال منح الجائزة لمؤسسات أممية كالأمم المتحدة بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيسها، أو لمحكمة العدل الدولية.
كما أن هناك دعوات لتكريم "مراسلون بلا حدود" في ظل العام الدامي الذي شهد مقتل عدد غير مسبوق من الصحافيين، خصوصًا في غزة.
ترامب، من جهته، لم يُخفِ استياءه من المقارنات مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي حاز الجائزة عام 2009 بعد أشهر قليلة من دخوله البيت الأبيض، في فوز وُصف لاحقًا بالجدلي. وقال ترامب في إحدى حملاته: "لو كان اسمي أوباما، كانوا منحوني نوبل خلال عشر ثوانٍ".
الرئيس الجمهوري يزعم أنه أنهى "ثمانية صراعات كبرى أو حروب"، من بينها المواجهة بين إسرائيل وإيران والحرب في غزة، غير أن هذا الادعاء بعيد عن الواقع وفق مراقبين دوليين.
وبينما يشيد مؤيدوه بـ"جهوده في الوساطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وغزة وتدخله في نزاعات أخرى"، يرى منتقدوه أنه غير جدير بالجائزة بسبب سياساته التي قوّضت النظام العالمي، وانسحابه من مؤسسات واتفاقيات دولية، إلى جانب فرضه رسومًا جمركية أثارت خلافات مع حلفاء واشنطن. كما يُتهم أيضًا بإضعاف الديمقراطية الأميركية وخطابه العدائي ضد الأقليات.
وفي ظل هذه الانقسامات، تبقى كل الأنظار شاخصة إلى لجنة نوبل في أوسلو، حيث سيُكشف اليوم عند الظهر عن اسم الفائز بالجائزة الأكثر إثارة للجدل عالميًا.